حرب الرايات.. باديس أو باريس
بقلم عنتر فرحات
ونحن في ذكرى رحيل رمز الثقافة الجزائرية وروح الثورة النوفمبرية العلامة ابن باديس، ولا يُنَازِع في هذا إلا منافق عميل لفرنسا أو بيدق من بيادقتها.
****
شَعْبُ الجَـزائـر مُسـلـمٌ ** وَإلى العرُوبة يَنْتَسِب
مَن قَالَ حَادَ عَن أَصلِه ** أَو قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذَبْ
حال الغريق الذي يتمسك بِقَشَّةٍ، وَحَال التَّائه فِي شَاسِع الصحراء يبحث عن أي نجم يتخذه دليلا، ذلك حال الجزائر بعد انقلاب 1992، وما فعله بوتفليقة خلال العقدين من اعتداء صريحٍ على هوية الدولة وثقاتها العربية والإسلامية، حيث أصبح هذان الركنان بمثابة الوافد غير المرغوب فيه في دولة البوتفليقة، وبدأت تتعالى رطانة ديغول، وتزاحم بقوة لغة ابن باديس وعقبة، وحاصرتها أيما حصار خاصة في القنوات والجامعات بل حتى البرلمانات، أما مؤسسات الدولة الباقية، فأصبحت ملكا لأقلية، ولا ثقافة إلا الباريسية، ولا لَهجة إلا العِرقية، والسلام على تاريخ ابن باديس.
لم تتوقف المَّرَارَةُ هنا، بل بدأ حصارٌ لا نظير له ضد اللغة والثقافة في المدارس وكل المؤسسات التربوية، وفُرضت لهجة محلية بحكم أنها لغة في سابقة في دساتير العالم، والأخطر أنه أصبحت راية أخرى تزاحم راية الشهداء، وازداد الأمر عُفُونَة، لما في نهائي كأس الجمهورية وبحضور الوزير الأول يُهَان النشيد الوطني والراية الوطنية مِمَّن؟!
في هَبة نوفمبرية خرج الشعب الجزائري يطالب بحريته وجزائريته ببعدها الثقافي البَادِيسي وبجيشها النوفمبري، ولكن مع ذلك جاءت تلك الرايات تحاصر راية بن مهيدي وبن بولعيد، ولما تكلم القوم، ياقومنا لا راية لنا إلا راية شهدائنا، يجابهونك أنها راية ثقافية، وتقبلها الشعب بواسع الصدر وإن كان كله مرارة؛ لأنها نوع من الإهانة لشهداء الثورة.
يوم الفرقان
ونحن في ذكرى رحيل رمز الثقافة الجزائرية وروح الثورة النوفمبرية العلامة ابن باديس، ولا يُنَازِع في هذا إلا منافق عميل لفرنسا أو بيدق من بيادقتها.
وإذا كنتم كما تزعمون أن الراية فقط ثقافية، هل تستطيعون أن تزينوا العاصمة الجزائر بصور وشعارات ابن باديس رفقة الراية الصفراء، أو أن الشيطان والقرآن لا يجتمعان.
وحينها لنا الحكم المطلق، أو لكم المنطق المطلق، والتاريخ الحَكَمُ والشاهد بيننا.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)