مقالاتمقالات مختارة

حتى متى مسلمو الإيغور في تركستان الشرقية يفتنون في دينهم؟؟

حتى متى مسلمو الإيغور في تركستان الشرقية يفتنون في دينهم؟؟

 

بقلم محمد العلمي السائحي

 

وردت أنباء من منظمات حقوقية دولية تفيد أن أكثر من مليون من مسلمي الإيغور قد زجت بهم الصين في معتقل هائل بحجة مكافحة الإرهاب، لحملهم على التخلي عن دينهم، فقد أعربت الأمم المتحدة عن انزعاجها من التقارير التي تحدثت عن اعتقالات جماعية للإيغور، ودعت لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات “مكافحة الإرهاب، فقد قالت غاي مكدوغال، وهي عضو في لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، أنها تشعر بالقلق إزاء تقارير عن تحول منطقة الإيغور ذات الحكم الذاتي إلى “معسكر اعتقال هائل فمن هم الإيغور؟

الإيغور مسلمون وتعود أصولهم إلى الشعوب التركية، ويعتبرون أنفسهم أقرب عرقيا وثقافيا لأمم آسيا الوسطى، ويشكلون نحو 45 في المئة من سكان شينغيانغ، وهي تركستان الشرقية في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة، وتركستان الشرقية هي مملكة مسلمة سكنها التركمان وهي تقع على الحدود الصينية الروسية تعرضت للغزو الصيني منذ1644، حيث  منذ عهد أسرة مانشو بدأت حملة من الاضطهاد والعذاب للمسلمين والصين، اضطر معها المسلمون للجوء إلى الصراع المسلح سنة ‏(1058 هـ / 1648 م‏)، مطالبين بالحرية الدينية، وهو ما كلفهم الكثير من الدماء والأرواح، وقتل مئات الآلاف من المسلمين، وقُمعت ثورات المسلمين بقسوة شديدة، وصلت إلى حد المذابح والابادة الجماعية ،كما يصفها المؤرخون وقد استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة ‏(1174 هـ / 1760 م‏) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقتلت القوات الصينية وقتها مليون مسلم، كما اتبعت الصين سياسة استيطانية في تركستان الشرقية، أو ما يسمى بسياسة “تصيين تركستان الشرقية”، عن طريق نقل كتل بشرية صينية إليها؛ فقام المسلمون بثورات عنيفة، منها: ثورة “جنقخ” سنة ‏(1241 هـ / 1825 م)، واستمرت سنتين، ولم تهدأ ثورات المسلمين طوال مائة عام، منها ثورة سنة ‏(1272 هـ / 1855 م)، التي استمرت عشرين عامًا بقيادة “يعقوب بك”، وسجلت أحداثها في كتاب من 330 جزءًا، وقد تمكن بعدها مسلمو تركستان، من الاستقلال، سنة ‏(1282 هـ / 1865 م)، وذلك أثناء الصراع مع أسرة مانشو، واستطاعت الصين، مهاجمتها واحتلالها   مرة أخرى سنة ‏(1292 هـ 1875 / م)، وتعرضت تركستان الشرقية لأربع غزوات صينية منذ عام ‏(1277 هـ / 1860 م)؛ مرتين في عهد أسرة مانشو، ومرة في عهد الصين الوطنية، ومرة في عهد الصين الشيوعية وقد أدت هذه الثورات والمذابح الصينية إلى إبادة كثير من المسلمين، وحدوث عدة هجرات من هذا الإقليم إلى المناطق المجاورة.

وحاولت أن تتصدى للمد الشيوعي الصيني والروسي فأعلنت سنة(1931) قيام جمهورية تركستان الشرقية الأولى غير أن الصين والاتحاد السوفييتي تمكنا من إسقاطها سنة 1933 فأعلن الإيغور بعد ذلك ثورتهم وأقاموا الجمهورية الثانية التي استمرت ست سنوات تمكنت الصين بعد الاستعانة بالروس من إسقاطها، مما جعل الصينيين يحنقون على المسلمين فيها ويسلطون عليهم ألوان العذاب المرير، ومن مظاهر التضيق على المسلمين واضطهادهم:

المساجد: كان بتركستان 16 ألف مسجد قبل الحكم الشيوعي ويصل عددها حاليا إلى 9 الآف مسجد، قامت الصين خلال العقدين الماضيين بإغلاق أكثر من ستة آلاف مسجد، وتسريح عشرات الآلاف من الأئمة الايغوريين، وحظر استخدام الحروف العربية في الخطابات الرسمية، وإخضاع المؤسسات التعليمية للمناهج الصينية دون أدنى اعتبار لخصوصية الإقليم الدينية والعرقية.

الحجاب الإسلامي: وقد اعتقلت الحكومة الصينية بعض النساء، الملتزمات بالحجاب الشرعي في تركستان الشرقية
الصيام: يمنع الحزب الشيوعي الصيني الصوم في المؤسسات الحكومية وكذلك يمنع الطلاب
من الصيام منذ فترة طويلة و قال الأويغوريون في إقليم تركستان إن الحكومة الصينية منعت كامل المسلمين من الصوم بعكس ما يشاع في الإعلام بأن المنع مختص بالموظفين والطلاب فقد كانت قوات الأمن الصينية تتفقد البيوت المضاءة في وقت السحور وكان يتم الاعتداء على الأسر الفقيرة الصائمة التي لا تملك أصلا وظائف.

    3 – طلبت الحكومة الصينية من مسلمي الأويغور تسليم كل شيء بحوزتهم له علاقة بالإسلام وفي مقدمتها المصاحف وأن أي مخالفة فإنه ستنفذ بحقه أشد أنواع العقاب.

وقد تأسست فيها حركة ثورية تطالب بانفصال تركستان الشرقية عن الصين واستقلالها، وذلك ما تتخذ منه الصين مرتكزا وحجة لتبرير اضطهادها للمسلمين من أقلية الإيغور باعتبار أنها تكافح الإرهاب.

ونظر ا للمكانة التي تحتلها الصين اليوم في العالم وعلى المسرح الدولي،  من الناحية السياسية والاقتصادية فلا أحد تصدى لها وأنكر عليها ما تفعله بمسلمي الإيغور، ولكن ذلك لا يعفي المسلمين في العالم من مسؤولية الدفاع عن إخوانهم مسلي الإيغور وهذا ما ينتظر أن تتكفل به منظمة المؤتمر الإسلامي التي نتوقع منها أن تجند كل المسلمين لتولي قضية الدفاع عن هؤلاء المستضعفين، فهل تراها تفعل ذلك؟

 

(المصدر: صحيفة البصائر الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى