مقالات

جريمة “تشابل هيل”: هذه المرة القاتل ليس “إرهابياً مسلماً” !

 

جريمة “تشابل هيل”: هذه المرة القاتل ليس “إرهابياً مسلماً” !

الدم البشري واحد وان اختلفت الأديان والمذاهب ، لكن أمام الغرب الموازين مختلفة وان كانت الادعاءات تشير الى الاهتمام بحقوق الانسان ، فواقع الحال يشير الى الازدواجية والكيل بمكيالين، فحادث شارلي ايبدو اعلامياً لا يقارن بحادث تشابل هيل وهذا نتيجة سيطرة الغرب على الاعلام وتحكمهم العالي في تصعيد حدث معين أو اهماله وبثه كحدث اعتيادي حاله حال بقية الأخبار اليومية الروتينية.

“ضياء، ويسر، ورزان” عائلة مسلمة مميزة من أصول عربية.. كانوا شباباً مفعمين بالحيوية يحبون نشر الخير بين الناس، وقد عرف عنهم نشاطهم فى الأعمال الخيرية وكذلك الإسعافات الأولية لكل الفقراء، حيث كان ضياء متطوعاً في جمعية خيرية تقدم إمدادات الطعام المجاني والرعاية الطبية، واللافت للنظر أنه ويسر كانا زوجين في مقتبل حياتهم الأسرية، لم يمض على زواجهم سوى 6 أسابيع فقط، لكن الجار الارهابي “هيكس – 46 عاما” أبى الا أن ينهي حياة هؤلاء العريسين، ليخلط مشهد الدم بمشهد العسل.

وفي تعليق نامي بركات والد الضحية ضياء على الحادثة قال:

“إن هذه جريمة ضد العرب المسلمين بدون أي شك، والدافع وراء الجريمة لم يكن مشاجرة بشأن تنظيم وقوف السيارات كما تروج له الشرطة الأميركية”.

المجرم هيكس اعتاد نشر صور معادية للأديان على صفحته بموقع فيسبوك، وكتب على صفحته في وقت سابق: “نظرا إلى الأضرار الهائلة التي ألحقتها ديانتكم بهذا العالم أقول إنني لا أملك فحسب الحق في إهانتها، بل إن ذلك واجب علي”، ذاكرا المسلمين والمسيحيين واليهود بحسب صحيفة “إندبندنت”.

الغرب يصمت والعالم الإسلامي يثور:

ملحق تقرير.jpg 1

 

وبعد ساعات من الحادث وأمام الموقف السلبي للاعلام الغربي في التعاطي مع الحدث، لم يقف رواد مواقع التواصل الاجتماعي مكتوفي الأيدي أمام هذه الحادثة البشعة، فقد أنشئت العديد من صفحات الفيس بوك والهاشتاغات أبرزها (هاشتاغ) “#ChapelHillShooting” الذي تصدر ليحتل المركز الأول في العالم على موقع التويتر، حيث تجاوزت التغريدات الـ2 مليون تغريدة بعد أيام من الحادث، وعبّر المغردون عن تضامنهم وانتقادهم وهجومهم على منفذ العملية والإعلام الغربي والقادة العرب والمسلمين الذين وقفوا صامتين أمام هذا الحادث بينما خرجوا بمسيرات في باريس استنكاراً لحادث شارلي ايبدو.

الإعلامية الأميركية سالي كون علقت في تغريدة على صفحتها إن “مطلق النار العربي= إرهابي، مطلق النار الأسود= سفاح، مطلق النار الأبيض= مجرد شجار حول مكان وقوف السيارات”.

أما موقع الجزيرة نت الإنجليزية فقد نشرت مقالا للكاتبين خالد بيضون وندا الزين تونوفا بعنوان “لماذا لا يأبه الغرب بحياة المسلمين؟” أشارا فيه إلى أن:

“ما جرى خلال فترة ما بعد مقتل الطلبة العرب الثلاثة بولاية كارولينا الشمالية مؤخرا يؤكد الحقيقة القاسية وهي أن حياة المسلمين لا قيمة لها في أميركا“.

وعقد الكاتبان مقارنة بين ما جرى بعد اغتيال العرب المسلمين الثلاثة بكارولينا الشمالية وبين حادث شارل إيبدو بفرنسا مطلع الشهر الماضي ليقولا إن حياة المسلمين تستحق اهتمام وسائل الإعلام الغربية فقط في حالة أن المسلمين يقفون خلف البندقية لا أمامها، مجرمين لا ضحايا.

وبدوره وكالمعتاد كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو السباق في استنكار الحادثة بين رؤساء العالم حيث أبدى استغرابه من صمت الرئيس أوباما ونائبه بايدن ووزير خارجيته كيري متسائلاً: أين أنت يا رئيس؟! ، بينما بقي معظم رؤساء العرب والعالم صامتين أمام الحادث.

والدة ضياء: ليعلم الجميع أن ابني شهيداً!

مقتل الشبان الثلاثة أثار حزناً واسعاً وعميقاً بين عموم العرب والمسلمين بل وحتى غير المسلمين:

 فقد نُظمت العديد من الوقفات التأبينية في كارولينا الشمالية وواشنطن في الولايات المتحدة والنمسا وهولندا وتركيا وقطر

وصلى أهالي الضحايا على أبنائهم متصبرين على هذه المصيبة، حيث قالت والدة الضحية ضياء :”فليعلم العالم بأسره أن ابني شهيد” وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر الشهيد ضياء وقد رفع سبابة التوحيد لله (عز وجل) وهي ملتقطة بعد غسله وتكفينه.

ملحق تقرير 2

هذه المرة الغرب في مأزق!

ويبدو أن الغرب في حادثة “تشابل هيل” وجد نفسه أمام مأزق لا مخرج فيه، فالمجرم اليوم ليس مسلماً حتى يتهم بالارهاب والضحايا ليسوا نصارى أو من ديانات مختلفة حتى يقال أن الاسلام يبيح دمائهم! ، كما أنهم مواطنون أمريكيون، كل هذه المحددات جعلت الغرب ووسائل اعلامه يصمت أمام هذه الجريمة النكراء فهو ليس لديه ما يقوله، الا التبرير بأن القاتل مجنون والجريمة بسبب خلاف شخصي، لكن في المقابل:

نجح شباب العالم الإسلامي في صناعة الرأي العام وكشف نفاق القادة الغربيين في تعاملهم مع الضحايا المسلمين وغير المسلمين.

إن الأفعال التي تجري اليوم بحق المسلمين ومؤسساتهم في الدول الغربية سواء كانت عبر طرق قانونية أو اعتداءات يقف وراءها مجهولون، تعكس تزايد الخطر الذي يشعر به الغرب من تزايد الانتشار الاسلامي والخوف من اكتساح هذا الدين لعموم مجتمعاتهم، وهذا الأمر جعلهم يبتكرون الصراعات والخلافات والاضطرابات واستخدام الاعلام لتشويه صورة هذا الدين ومنع انتشاره وما حادث تشابل هيل الا حجر عثرة في مخطط الغرب الهادف لتشويه صورة هذا الدين الحنيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى