جاهد بالسّنن يا حنظلة الغسيل: ردّ مرابط فلسطينيّ علی داعية خليجيّ غبيّ (٢)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
خامسًا: يقول الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه اللّه تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه اللّه الذي مدّ يده لإخوانه من الصّوفيّة لمحاربة الجيوش المغوليّة التّتريّة يقول عن أدعياء العلم من قليلي الدّين والفهم عليهم ما يستحقّون من مولانا ربّ البريّة: (وهل بليّة الدّين إلا من أمثال هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدّين؟! وخيارهم المتحزّن المتلمّظ الذي لو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذّل وجدّ واجتهد واستعمل كلّ مراتب الإنكار الثّلاثة بحسب وسعه)؟!
سادسًا: إنّنا نقول لكلّ جهول من علماء السّوء والقصر ممّن يحرّم بل يجرّم الجهر بالإنكار علی وليّ الأمر: لو أنّ طويل العمر هذا زنی بابنتك وأختك وزوجتك -لا قدّر اللّه!- فهل سترضی بالأمر الواقع أيّها الرّويبضة الخانع؟! أم تعتقد أنّ شرفك لو كان عندك غيرة أهمّ من شرف جميع إخوانك؟! يقول ﷺ: {لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ} أما سمعت قول سعد بن عبادة رضي اللّه عنه: (لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَع امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غيرَ مُصْفَحٍ عَنهُ) فَبَلَغَ ذلكَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: {أتَعْجَبُونَ مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ؟! واللَّهِ لَأَنَا أغْيَرُ منه واللَّهُ أغْيَرُ مِنِّي ومِنْ أجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ}؟!
سابعًا: في ليلة زفاف الصّحابيّ الجليل (حنظلة الغسيل) سمع المنادي وهو ينادي: (حيّ على الجهاد)! فقام رضوان اللّه عليه من فراشه فزعًا مسرعًا ولم يغتسل من الجنابة بل مشی بسرعة إلى أرض المعركة فاستشهد في ساحة أحد فرأى الرّسول ﷺ الملائكة تغسّله! وكأنّ لسان حال أشباه الرّجال من دعاة الضّلال يقول: (جاهد بالسّنن يا حنظلة! فقد أخطأت وما أصبت لأنّك قدّمت الدّفاع عن إخوانك من الصّحابة علی غسلك من الجنابة)؟!
الجنون فنون وللّه في خلقه شؤون