ثُلة من العلماء يؤكدون الاستمرار في مقاطعة المنتجات الفرنسية وبيان مشروعيته وأهميته شرعيا وسياسيا واقتصاديا
افتتح الندوة رئيس لجنة الدعوة وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. محمد الصغير، مبينا أن لجنة الدعوة بالاتحاد في إطار مساندة حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية التي تداعت لها الشعوب الإسلامية نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضد الرسوم المسيئة التي نشرتها فرنسا وتبنتها حكومتها ورئيسها دعت كوكبة من علماء الأمة وأهل الاختصاص للتأكيد على الاستمرار في استخدام هذا السلاح الحضاري وبيان مشروعيته أهميته شرعيا وسياسيا واقتصاديا.
جاء ذلك خلال ندوة “عن مقاطعة منتجات فرنسا بين المحصول والمأمول”، والتي أقيمت عبر منصة زووم الافتراضية، مساء الأحد 27 ديسمبر الجاري.
ثم بين الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي، فقه الميزان في مشروعية المقاطعة وأهمية استمرار المسلمين في المقاطعة، وقال: في ضوء فقه الميزان هناك ميزانان، ميزن السلم الذي يقوم على البر والإحسان والقول الحسن ومقابلة السيئة بالحسنة، وميزان الاعتداء والعدوان على دين الله وعلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وذكر القره داغي، الأدلة العامة والخاصة على جواز المقاطعة الاقتصادية لمن يحارب الإسلام ويسيء إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “جميع الآيات والأحاديث الواردة في قتال المعتدين وجهادهم تشمل الجهاد الاقتصادي قطعا”، و”الأدلة العامة والخاصة في وجوب الإعداد الكامل للقوة الشاملة في جميع نواحيها”، و “الاستعداد الكامل لحسم المعارك التي تواجه أمتنا”.
وعن الأدلة الخاصة على جواز المقاطعة، قال القره داغي، هناك: “الآيات التي تدل على العمل لكل ما يؤذي المعتدين ويغيظهم مستدلا بقوله سبحانه وتعالى: (ليغيظ بهم الكفار) وقوله (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ الله لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، واستدل بما رواه البخاري ومسلم من حديث “أبي هريرة رضي الله عنه أن ثمامة بن أثال لما أسلم وسافر إلى مكة للعمرة وخلال حديث أهلها معه قال ثمامة لأهل مكة والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم”، ومن الأدلة أيضا الآيات والأحاديث الدالة على رد العدوان والاعتداء بالمثل قال تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )، وأضاف فضيلته أن من الأدلة أيضا (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
وأكد القره داغي، على أن المقاطعة نوع من التعاون على البر لمناصرة النبي الكريم وعدم التعاون على الإثم والعدوان الذي تتبناه فرنسا بدعم من رئيسها.
مستشار الرئيس التركي د. ياسين أقطاي، أكد على وقوف تركيا مع المقاطعة حكومة وشعبا، وأن الأتراك لا يقبلون المساس أو الإساءة إلى جناب النبي المكرم صلى الله عليه وسلم، كما أكد أن الرئيس أردوغان ما زال يرفع شعار “العالم أكبر من خمس” (في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية) التي تتحكم بالعالم وليس من بينها دولة واحدة مسلمة.
من جانبه رئيس رابطة علماء المغرب العربي د. الشريف الحسن بن علي الكتاني، أشار إلى أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي العلامة على محبة الله ومحبة الإسلام، وأن المقاطعة دليل على المحبة، وأن العلماء قديما وحديثا كتبوا في حقوق النبي الكريم كثيرا “منها كتاب: الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض”.
وأكد الكتاني، على أن المقاطعة وإن كانت نصرة للنبي الكريم فهي في المقام الثاني نصرة للمسلمين في فرنسا التي تمنع الحجاب باعتباره رمزا دينيا وتحاربه ولا تعتبره من قبيل الحرية الشخصية.
واستعرض رئيس لجنة المصالحة وعضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن ولد الددو، مواقف الصحابة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد فضيلته على القاعدة الشرعية أن “الميسور لا يترك بالمعسور، وما لا يدرك كله لا يترك جله” وأنه بات لزاما على الشعوب أن تتمسك بسلاح “سلاح المقاطعة” في ظل تخاذل بعض الدول والحكومات في نصرة النبي.
وأوضح الددو أن للمسلمين مطالب أساسية خلال حلمة المقاطعة، منها الاعتذار الصريح الواضح من الرئيس الفرنسي عن هذه الإساءة لعموم المسلمين، وصدور قانون يجرّم الإساءة إلى كل المقدسات والأنبياء، وإيقاف حملة التضييق على المسلمين ومنعهم من أداء شعائرهم.
وأكد الددو، على أهمية الاستمرار في المقاطعة وهو أقل القليل في نصرة النبي المكرم ﷺ.
من جانبه أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر الدكتور أحمد ذكر الله، بيّن أن المقاطعة من الأهداف المشروعة التي يستخدمها الجميع، وقال رأينا الأمم المتحدة كيف قاطعت العراق مثلا، ومقاطعة أمريكا لبعض الدول، فلا حرج في أن يكون للمسلمين مقاطعة وهي فعل تاريخي قامت به كل الشعوب وفعله المسلمون في عصرهم الأول.
وأوضح ذكر الله، أن المقاطعة مازالت شعبية ولا توجد ردود فعل رسمية، واقترح الانتقال إلى المؤسسية من أجل استمرار المقاطعة بحيث تنشأ مؤسسة ترعى نصرة قضايا المسلمين وفي المقدمة حملة المقاطعة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية د. سيف عبد الفتاح، أن المقاطعة عمل حضاري ممتد ويمثل شهادة الأمة ويجسد وحدتها (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ..).
وأضاف عبدالفتاح، أن المقاطعة ليست أمر سهلا، وإنما هي من السيوف المسلطة التي توجع المتطاولين وكذلك هي نوع من الجهاد المالي لمقاطعة منتجات الأعداء وجهاد بالكلمة لكل من يدعو إلى المقاطعة أو يثمنها.
وطالب الأستاذ أشرف توفيق المشرف على مؤسسة نجدة الحقوقية، بتفعيل المقاطعة وتقديم شكوى ورفع قضية أمام المحكمة الأوربية حيث أنها لا تقر مثل هذه إساءات إلى الرموز الدينية وتجرمها مستدلا بنصوص القوانين التي تجرم ما أقدم عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حسب القانون الدولي.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)