تنظيرات باطلة في زمن الكورونا
بقلم خبّاب مروان الحمد
تنتشر في وقت الشدائد والحروب والأوبئة الكثير والكثير من الأفكار والخزعبلات والخرافات ويكون لها سوق رائجة من خلال تنظيرات باطلة.
ومن ذلك ما تعانيه المجتمعات اليوم بشأن فيروس كورونا، فنرى لبعضهم عدة أقوال تتحدث:
1- أنّها مؤامرة كونية كبرى على العالم، مع عدم العلم بتفسير طبيعة المؤامرة؛ بل يقول لك هي مؤامرة، ولا يُحسن تفسير ذلك ولا يسند كلامه بحقائق دقيقة علمية.
2- استخراج بعض الآيات القرآنية بما يدل على كورونا بالاسم والرقم؛ بناء على حسابات الجُمّل، أو أرقام واردة في القرآن!
3- الاستعجال في وصف شرط من أشراط الساعة وتحديد القول بأنّه البلاء المقصود به كورونا.
4- دعوى ضرورة استخدام خلطات أطعمة وأعشاب؛ لمقاومة فيروس كورونا، ولم يتحدث بها أهل التخصص من التغذية الصحية، وأهل الطب والخبرة.
5- منشورات تدعي بأن من يجد شعرة في المصحف، بسورة البقرة ويضعها في الماء ويشربها، يتم شفاؤه من فيروس كورونا، فهذه خرافة وسخافة.
6- مزاعم بعض الناس أن الذهاب إلى قبر محدد ودعاء الله عنده يشفي، وأنّه قبل الذهاب يقوم المرء بالتصدق، وأن من دعا الله عنده نجّاه من هذا البلاء ورزقه الأمان!
7- دعوى أنّه لا يوجد أصلاً شيء اسمه فيروس كورونا، وأنّها خدعة شركات دوائية عالمية لاستغلال أحوال الناس واستنزاف موارد الدول المالية!
فأرجو من العاقل أن ينتبه من هذه المنسوجات الروائية، والخرافات والخزعبلات التافهة، وليحذر أن يكون سبباً في ترويج شائعة أو أغلوطة مكذوبة أو غريبة من الغرائب، وغيرها مما يُمكن أن يُخترع ويؤلّف؛ فالناس القاعدة في بيوتها اليوم سنجد من بينها من يُخرج لنا كثيراً من قيح فكره وصديد ثقافته؛ وقلّ من الناس من يتحدث بعلم ويقين وعدل.
* قواعد ومنطلقات قرآنية مهمّة في هذه الظروف :
أمامنا ثلاث آيات علينا أن نعتبرها هي المنطلق في فهمنا للأشياء:
1- أي خبرٍ فيه مدعاة للخوف؛ فالواجب الرجوع فيه لأهل التخصص والخبرة، وسؤالهم وترك سؤال غيرهم؛ والحذر من شأن من لم يتثبت فهو من أتباع الشيطان!
قال تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)
2- وجوب التحقق والتثبت والتبين والتأكد من أيّة معلومة؛ ولا يكن همك النشر؛ فحقّق ودقق وتأكد وتحرى الصواب.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
4- لا تستهن بأيّة معلومة تنشرها من باب المزاح وفيها نشر لخرافات بدون أن تبيّن أنّها خرافة؛ فالأمر ليس باليسير؛ حين يقول المرء شيئاً ليس له به علم متهاوناً في ذلك.
قال تعالى : {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)