مقالاتمقالات المنتدى

تعريف بالمسجد الأقصی المنيف(٢)

تعريف بالمسجد الأقصی المنيف(٢)

بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

نّ من السّنّة معشر الإخوة المسلمين أن نشدّ الرّحال ما استطعنا إلی المسجد الأقصی المبارك أولی القبلتين استجابة لوصيّة الصّادق الأمين نبيّنا ﷺ: {لا تُشَدّ الرّحال إلّا إلی ثَلاثةِ مَساجد: المَسجد الحَرام والمَسجد الأقصى ومَسجدي هذا} وفي بيت المقدس وحوله الطّائفة المنصورة الظّاهرة علی الحقّ قال أفضل الخلق وحبيب الحقّ ﷺ: {لا تَزالُ طائفَةٌ مِن أمّتي على الحَقّ ظاهِرين على مَن ناوأهُم..} قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنّ الطّائفة الظّاهرة هي في الشّام! وبيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر فقد قالت ميمونة مولاة النّبيّ ﷺ رضي اللّه عنها: يا رسول اللّه! أفتِنا في بيتِ المَقدس؟ فقال ﷺ: {أرضُ المَحشر والمَنشر} والمسجد الأقصی المبارك هو ثاني مسجد بني لعبادة المولی عزّ وجلّ في الأرض فعن أبي ذَرّ الغفاريّ رضي اللّه عنه قال: قُلتُ يا رَسولَ اللّهِ! أَيّ مَسجِدٍ وُضِعَ أَوّلَ؟ قالَ: المَسجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمّ أَيّ؟ قالَ: ثُمّ المَسجِدُ الأقصَى قُلتُ: كَم كانَ بَينهُما؟ قالَ: أَربَعونَ ثُمّ قالَ: حَيثُما أَدرَكَتكَ الصّلَاةُ فَصَلّ وَالأرضُ لَكَ مَسجِدٌ} ويحتوي المسجد الأقصی المبارك على جميع ما في داخل الأرض المسوّرة المحيطة بالمسجد القبليّ ذي القبّة الفضّيّة الرّصاصيّة وعلی قبّة الصّخرة وعلی كلّ الأروقة والسّاحات والقباب والمسجد المروانيّ والمساطب والآبار والمدارس والمتحف وحائط البراق والمآذن بمساحة لا تقلّ عن: (144) دونمًا أي ما يعادل سدس مساحة مدينة القدس القديمة! وقد اختلف العلماء في أوّل من بنی هذا المسجد المبارك فقيل: إنّ الملائكة الكرام هم الذين بنوا المسجد الأقصی والمسجد الحرام وقيل: إنّ أوّل من بناهما هو نبيّ اللّه آدم أبو البشر عليه السّلام ولعلّ هذا هو الرّاجح من الأقوال وقد جدّد بناءه فيما بعد من أنبياء اللّه: إسحاق ويعقوب وسليمان بن داود عليهم السّلام ومن الخلفاء: الفاروق عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه وعبد الملك بن مروان وابنه الوليد رحمهما اللّه تعالی ومن المعلوم أيّها المؤمنون أنّ كلّ مسجد في الأرض هو وقف إسلاميّ لم ولن يقبل التّقسيم إلی يوم الدّين والعرض! هذا وشكل المسجد القبليّ المقابل لقبّة الصّخرة والذي هو جزء من المسجد الأقصی المبارك شبه مستطيل وطول ضلعه الغربيّ 491 مترًا والشّرقيّ 462 مترًا وَالشّماليّ 310 مترًا والجنوبيّ 281 مترًا وله 11 بابًا 7 أبواب منها في الشّمال وباب في الشّرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب وقد قام الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان ببناء قبّة الصّخرة فيه مع الجامع القبليّ عام 72 هجريّة ثمّ أتمّ ابنه الوليد بناءه علی الصّورة التي نراها اليوم ويحتوي الجامع القبليّ علی 7 أروقة تقوم على 53 عمودًا من الرّخام و 49 سارية هذا ويوجد في ساحات المسجد الأقصی 25 بئرًا للمياه العذبة منها 8 في صحن الصّخرة و 17 بئرًا في السّاحات السّفلى وفيها أماكن للوضوء وأسبلة لشرب المياه أهمّها سبيل قايتباي المسقّف وسبيل البديريّ وسبيل قاسم باشا وفي الأقصی أربع مآذن وكثير من القباب والمساطب مخصّصة لطلبة العلم أشهرها قبّة السّلسلة وقبّة المعراج وأهمّ أروقة الأقصی الرّواق الشّماليّ المحاذي لباب شرف الأنبياء والرّواق الممتدّ غربًا من باب السّلسلة إلى باب المغاربة كما يوجد فيه مزولتان شمسيّتان لمعرفة الوقت وعدد المصاطب فيه أكثر من 35 مصطبة للصّلاة والتّعليم! اللّهمّ يا ربّ العالمين احفظ للمسلمين ثالث المسجدين الشّريفين إنّنا نقول قبل الختام للأحبّة الكرام: من شدّ الرّحال للصّلاة في أولی القبلتين ثمّ منع من دخوله والصّلاة فيه: صلّ حيث منعت ولك مثل أجر من سمح له بالصّلاة فيه يا عبد اللّه!

إقرأ أيضاهيئة علماء فلسطين تدعو اعضاء التنسيقية للمشاركة في ورشة العلماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى