تذكير المسلمين بمصير الفراعنة والسّجّانين(١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يقول اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ فإذا كان مجرّد الرّكون إلی هؤلاء الأشقياء التّعساء يؤدّي إلی العذاب والشّقاء فما بالكم أيّها الإخوة الفضلاء بمن أعانهم على ظلمهم أو كان شرطيّا في سجونهم أو ناطقًا رسميّا باسم دولتهم؟! ويقول تعالی: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ وقال الإمام الطّبريّ رحمه اللّه: (إنّك يا محمّد ﷺ ستموت وإنّكم أيّها النّاس ستموتون ثمّ إنّ جميعكم أيّها النّاس تختصمون عند ربّكم مؤمنكم وكافركم ومحقّوكم ومبطلوكم وظالموكم ومظلوموكم حتّى يؤخذ لكلّ ذي حقّ حقّه الصّادق الكاذب والمهتدي الضّالّ والضّعيف والمستكبر) قال رسول اللّه ﷺ: {وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيْءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا} وقال ﷺ: {لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ}
معشر المؤمنين الأوفياء قد يكون المدّعي المشتكي صاحب خبرة ودهاء وحنكة وذكاء وجدال ومراء أتى في المحكمة بالمحامين الأقوياء الألبّاء ثمّ كسب القضيّة بغيًا وعدوانا وأخذ – وهو يعلم – ما ليس له ظلمًا وطغيانًا.. فخرج الضّعيف مظلومًا مقهورًا ثمّ خرج الظّالم منتصرًا مغرورًا فهل انتهت القضيّة؟! وهل أسدل السّتار علی المسرحيّة؟! لا وربّ البريّة! يقول رسولنا خير البشريّة ﷺ: {وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمٰوَاتِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ} وللّه درّ الشّاعر حيث يقول: ((إلی الجبّار يوم الحشر نمضي : وعند اللّه تجتمع الخصوم..))!
اقرأ أيضا: تذكير المظلومين بمصير المعتدين