تذكير المسلمين باستشهاد الإمام الحسين (١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
الإمام الشّهيد الحسين بن عليّ رضي اللّه عنهما هو ريحانة وحبّ وحفيد رسول اللّه ﷺ وسليل الدّوحة الهاشميّة من آل البيت الأطهار الأخيار والصّحابة الأبرار الذين نتقرّب نحن أهل السّنّة والجماعة إلى اللّه العزيز الغفّار بموالاتهم ومحبّتهم ونتبرّأ إلى الواحد القهّار ممّن يبغضهم ونلعن من قتلهم أو كان سببا في استشهادهم في يوم عاشوراء بكربلاء! قال خاتم الأنبياء ﷺ عن حفيديه السّبطين الطّاهرين السّعيدين الحسن والحسين: {مَن أَحَبَّهُمَا فَقَد أَحَبَّنِي وَمَن أَبغَضَهُمَا فَقَد أَبغَضَنِي} وقال ﷺ: {الحَسَنُ وَالحُسَينُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ} ويكاد يكون من المعلوم للنّاس أجمعين من مثقّفين وأمّيّين وكلّ عاقل منصف ذي عينين من المؤرّخين من مسلمين وكافرين أنّ الرّافضة المنافقين بالكوفة ببلاد الرّافدين كاتبوا الإمام الحسين وهو في مدينة الصّادق الأمين ﷺ وزيّنوا له الخروج وحثّوه على القدوم إليهم فاستجاب لهم بالرّغم من تحذير كثير من الصّحابة الكرام له من الخروج: ﴿لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ ولمّا عيّن الخليفة الأمويّ الفاسق يزيد عليه ما يستحقّ من العزيز الحميد الوالي المارق عبيد اللّه بن زياد لعنه ربّ العباد أميراً على الكوفة تأخّر من دعاه من الرّافضة عن نصرته بل إنّهم ساهموا في قتاله ومحاربته وحينما تقابل الحسين ومعه العشرات من محبّيه وأهله وذويه مع جيش الكوفة وهم بالألوف نادى رضي اللّه عنه زعماء العراق قائلا لهم: ألَم تَكتُبوا إِليّ أن قَد أينَعَتِ الثّمارُ وَاخضَرّ الجَنابُ وَإنّما تَقدمُ على جُندٍ لكَ مُجَنّدٍ؟! فقالَ لهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ: ما نَدري ما تَقولُ وَلكن انزِل على حُكمِ بَني عَمِّكَ فإِنّهم لن يُرُوكَ إلّا ما تُحِبُّ فقالَ الحُسين: لا وَاللّهِ لا أُعطيكم بِيدي إعطاءَ الذّليل وَلا أَفِرُّ فِرارَ العَبيدِ ثمّ نادى رضي اللّه عنه: يا عِبادَ اللّهِ إِنِّي عُذتُ بِرَبِّي وَرَبِّكم أن تَرجُمون أعوذُ بِرَبِّي وَرَبِّكم مِن كلِّ مُتَكبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ نقول في الختام للإخوة الكرام: اللّهمّ عليك بكلّ من خدع وطعن الحسين في الظّهر وبجميع من تآمر علی المرابطين في الثّغر!