تذكير المسلمين بأولی القبلتين
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ قال الصّحابيّ ذو الأصابع رضي اللّه عنه للرّسول ﷺ: إن ابتلينا بعدك بالبقاء فأين تأمرنا؟ فقال له ﷺ: {عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ} ومن المعلوم أيّها المسلمون أنّ حادثة الإسراء الشّريف والمعراج المنيف كانت من المسجد الحرام بمكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى المبارك في القدس فبيت المقدس أولی القبلتين وثاني مسجد وضع في الأرض للمصلّين وثالث المساجد التي تشدّ إليها رحال العابدين وإليه أسري بالصّادق الأمين ﷺ والسّؤال الذي يطرح نفسه الآن في هذا المقام: أين هي أمّة الإسلام إخوتي الكرام ممّا يحدث للمرابطين المصابرين الصّابرين؟! لقد ابتعدت أمّتنا مع الأسف الشّديد عن تعاليم دينها وفقدت بالتّالي هيبتها وطمع فيها أعداؤها وسلّط اللّه عليها بذنوبها من لا يخافه ولا يرحمها! قال ﷺ: {يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا} قال قائل: ومن قلّة نحن يومئذٍ؟ فقال: {بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ} قالوا: وما الوهن يا رسول اللّه؟ فقال: {حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ} نعم أخي المسلم! إنّ كثيرًا من قيادات المسلمين وزعمائهم نسوا اللّه مولاهم فأنساهم أنفسهم وعجزوا عن الدّفاع عن بلادهم واسترجاع مقدّساتهم لأنهم قد أخلدوا إلى الأرض ثمّ اتّبعوا شهواتهم وباعوا دينهم بدنياهم وجيّشوا الجيوش لقمع معارضيهم ومحاربة جيرانهم فهم أذلّة علی الكافرين وأعزّة علی المؤمنين! ولا جرم أنّ اللّه عزّ وجلّ يذكر كلّ من ذكره وينصر من نصره ويذلّ من حكم بغير ما أنزل اللّه أو ابتغى العزّة من سواه! قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ونقولها بالمختصر: من المستحيل أن نحرّر أرض المحشر والمنشر إذا لم نرفع رايات: (لا إله إلا اللّه واللّه أكبر)! ونتبرّأ من فلسفة وفكر الرّأسماليّة والعلمانيّة والسّيداويّة اليساريّة والسّرطان الأحمر!! ولن تتحرّر أولی القبلتين بدون صلاح الدّين من قبل أفراد الرعيّة وما يسمّی ولاة المسلمين؟!ش