تأثر النساء وأفكار نسويات وسائل التواصل
بقلم أحمد قوشتي عبد الرحيم
الإنسان مدني بطبعه ، وقابل لأن يتأثر بالمجتمع المحيط به في أفكاره وسلوكياته وعاداته ، وقد يكون ذلك التأثر حسنا وقد يكون قبيحا.
ولا فرق في هذا القانون العام بين الرجال والنساء ، وإن كانت النساء أسرع تأثرا لغلبة العاطفة عليهن وسبقها على العقل .
وتأمل معي هذا الحديث الذي في الصحيحين حيث قال الفاروق عمر رضي الله عنه ” كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار”.
فصحت على امرأتي، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل، فأفزعني، فقلت: خابت من فعل منهن بعظيم ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: أيْ حَفْصَةُ، أتُغَاضِبُ إحْدَاكُنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ: خَابَتْ وخَسِرَتْ، أفَتَأْمَنُ أنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَهْلِكِينَ؟! “
وإذا كانت نساء قريش قد تأثرن بنساء الأنصار بعد الهجرة والجميع صحابيات فضليات ، والتأثر لم يبلغ مبلغ مخالفة الشرع ، فما بالك بالحال في زماننا هذا حيث تتعرض النساء لطوفان هائل من التغير المجتمعي ، وضغط الواقع ، والتحول السريع في القيم والموازين ، وأفكار نسويات وسائل التواصل ، ونصائح ( خرابات البيوت ) لا بارك الله فيهن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
المصدر: طريق الإسلام