بيان (منتدى العلماء) حول ما حدث يوم الجمعة (٨/٢٥) في حفل (جيمرز ٨) في الرياض
الحمد لله القائل: “إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)” المجادلة:٢٠-٢١ والقائل: “إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا” الأحزاب ٥٧
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: “والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ” رواه الترمذي.
أما بعد:
فإن ما حدث في بلاد الحرمين وأرض التوحيد ( مدينة الرياض) من سب لله ولأنبيائه في يوم عيد المسلمين – يوم الجمعة الماضية من قبل المغنية الإباحية في حفل (جيمرز ٨) وترديدها لكلمات كفرية صريحة أمام جمع من الجماهير برعاية رسمية، وقد مر هذا الحدث وكأن شيئا لم يكن، بل إن المرأة التي قامت بهذا الفعل الشنيع حصلت على التكريم والتقدير وأعطيت أموالا طائلة، ناهيك عن دعوتها للركوع والسجود لغير الله، ودعوتها للبنات الحاضرات إلى امتهان الدعارة مقابل المال وما حدث في الفعالية الغنائية من منكرات وتعري واختلاط ودعوة صريحة إلى الفجور والزنى.
إنه مما يدمي قلب كل مسلم غيور على دين الله ما يجري في بلاد الحرمين ومهبط الوحي، ومهد الرسالة، من انحلال وفجور، ونشر للفواحش باعتباره من مستلزمات الحرية الفردية والحفلات الترفيهية وغلفت بمعاني التغيير والتجديد وماهي إلا مشاريع تغريبيه تستهدف المسلمات الدينية والثوابت الشرعية وقيم الإسلام وافساد الجيل الناشئ.
إن (منتدى العلماء) وهو يتابع بكل أسى وحزن ما حدث في حفل (جيمرز ٨) في الرياض، يؤكد على الآتي:
أولاً: يدعو القائمين على أمر البلاد، إلى إيقاف هذا الفساد الممنهج الذي يعود على المجتمع بالدمار والخراب والتفكك والمفاسد الأخلاقية وهدم القيم وإفساد الشباب والشابات وتخريب المجتمع التي تؤدي إلى الدمار والهلاك، قال سبحانه وتعالى: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون” سورة هود الآية 117، و قال تعالى عن قوم لوط: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)” سورة هود الآية 82-83، وقال تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا “سورة الإسراء الآية ١٦.
ثانياً: إن هيئة الترفيه من أصلها قائمة على المنكرات والدعوة إليها ومحاربة الفضيلة وأهلها، ومشاركتها في فعالياتها المنكرة يعتبر مشاركة في المنكرات التي ترعاها وتبذر الأموال لأجلها قال تعالى :”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب “سورة المائدة, الآية 2:”
ثالثاً: يدعو هيئة كبار العلماء في السعودية إلى وقفهم من المنكرات التي تتبناها هيئة الترفيه سيما وقد وصلت برامجها إلى الدعوة الصريحة إلى الزنا والكفر، والتطاول على الله وعلى جميع أنبيائه، وليس بعد ذلك منكر يمكن السكوت عليه. وأن تكون لهم وقفة جادة في وجه هذه الدعوات الهدامة.
رابعاً: يهيب بالعلماء والدعاة القيام بواجبهم الشرعي ودورهم الحقيقي دفاعًا عن ثوابت الإسلام وشريعته وتبيين الحكم الشرعي في ذلك والتنديد بهذه المخالفات؛ فهم ورثة الأنبياء.
خامساً : يدعو العقلاء في المملكة بأن يجتهدوا في الوقوف أمام محاولات فرض الفواحش على المجتمع وبين أبنائنا لأنها تتعارض مع شرائعنا وأن يتكاتفوا وتتضافر جهودُهم لأجل دفع هذا الخطر الداهم كما ندعوهم للاهتمام بالأبناء والبنات وتعميق قيم ومفاهيم التربية الأسرية الإسلامية التي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، كما ندعو إلى وقفة جادة ومستمرة من كل مسلم في داخل بلاد الحرمين أو خارجها؛ للتصدي لهذه الهجمة التخريبية، بكل الوسائل المتاحة في مواجهة طوفان الإباحية.
سادساً : يوصي القائمين على الإعلام بعدم تجاهل مثل هذه القضايا، فضلا عن ترويجها.
حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وحمى الله أهلها من كل مناد للهلاك والبوار، وأعاذنا جميعا من موجبات سخطه، وهدانا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن منتدى العلماء
حرر في ١٣ صفر ١٤٤٥هــ – ٢٩أغسطس٢٠٢٣