أخبار المنتدىأخبار ومتابعاتبيانات

بيان منتدى العلماء بشأن حملات التشويه والإساءة بحق الشهيد القائد إسماعيل هنية من قبل المنظومة الإعلامية السعودية

بيان منتدى العلماء بشأن حملات التشويه والإساءة بحق الشهيد القائد إسماعيل هنية من قبل المنظومة الإعلامية السعودية

 

(خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله القائل: ﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ في شَيءٍ إِلّا أَن تَتَّقوا مِنهُم تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ وَإِلَى اللَّهِ المَصيرُ﴾ [آل عمران: ٢٨]، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، القائل: (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ؛ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ؛ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ)،رواه أحمد وأبو داود

وبعد:

فقد وقف منتدى العلماء على الحملة التي شنتها المنظومة الإعلامية السعودية بمؤسساتها وقنواتها وذبابها الإلكتروني بحق الشهيد القائد إسماعيل هنية رحمه الله وتقبله في عليين، من خلال محاولة التشويه لصورته، والطعن في شخصيته ومواقفه وبطولاته، وافتراء الكذب عليه، والترويج للسردية الصهيونية في حادثة اغتياله الآثمة، ونقل وترويج تصريحات قادة الكيان الصهيوني المسيئة له في صورة غاية في القبح والفجور في الخصومة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل صدرت دعوات لبعض العلماء المنسوبين للتيار الجامي بعدم صلاة الغائب عليه، بل تطاول هؤلاء ليجددوا طعنهم وتجريحهم وتشكيكهم في القضية الفلسطينية العادلة التي عاش ومات لأجلها.

وإن منتدى العلماء قد فوجئ كغيره بكمية الشماتة التي صدرت من الإعلاميين السعوديين، سواء عبر قنواتهم المسيئة، أو عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصل الحال ببعضهم إلى إعلانه توزيع الحلوى ابتهاجا بخبر استشهاد الشهيد إسماعيل هنية نكاية وتشفيا، لكن الأمر الذي لم يكن مفاجئا هو حالة السكوت المريبة للنظام السعودي عن مثل هذه الإساءات الخارجة عن كل الأخلاق والقيم والمبادئ، في حين تسارع السلطات السعودية على اعتقال كثير من العلماء والناشطين والإعلاميين بسبب كلمة قالوها أو تغريدة كتبوها يعبرون فيها عن آرائهم، بل وصل الحال بها إلى اعتقال أحد المعتمرين بسبب صورة انتشرت له يكتب فيها عن أدائه مناسك العمرة عن الشهيد إسماعيل هنية.

يؤكد المنتدى أن الانحدار الأخلاقي الذي وصلت إليه المنظومة الإعلامية السعودية حتى صارت منصة تعزز السردية الصهيونية، وتشمت في المقاومة، وتبث الشائعات، وتفرق بين المؤمنين، وتنشر الفتن فيما بينهم، مجسدين دور المنافقين حين وصفهم الله بقوله: ﴿إِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَإِن تُصِبكَ مُصيبَةٌ يَقولوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُم فَرِحونَ۝ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [التوبة: ٥٠-٥١]؛ إذ يترقبون انكسار المجاهدين في كل لحظة، ويسارعون في تحقير فعلهم والشماتة بهم، لهو انحدار غير مسبوق في تاريخ السعودية، فقد استقبلت السعودية قادة المقاومة الفلسطينية مرات عديدة وظلت على علاقة جيدة بهم، وظل الأمر كذلك حتى الآونة الأخيرة حيث اعتقل العشرات منهم، وصار الخذلان عنوان العلاقة بين السعودية وفصائل المقاومة الفلسطينية، في الوقت الذي صار التقارب مع الكيان الصهيوني والتمهيد للتطبيع أمرا واضحا جليا، والله المستعان.

إن المنتدى ليتذكر بأسف تلك الشائعات التي روج لها الذباب الإلكتروني في بداية الحرب على غزة، من أن أسرة الشهيد إسماعيل هنية يعيشون في أرقى الفنادق، حتى جاء خبر استشهاد العشرات من أسرته؛ ليكذب أقوالهم ويفضح ادعاءاتهم، ومع ذلك لم يرتدعوا عن هذه الافتراءات، ولم يكتفوا بخذلانهم للقضية وتركهم لأهل فلسطين يواجهون العدو المشترك لوحدهم؛  بل صاروا يشككون في عدالة قضيتهم، وأحقية نصرتهم، فاتهموا المجاهدين بالغرور والارتهان، وظلوا يتربصون بهم منتظرين هزيمتهم، وهو المشهد الذي صوره الله تعالى بقوله: ﴿الَّذينَ يَتَرَبَّصونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللَّهِ قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم وَإِن كانَ لِلكافِرينَ نَصيبٌ قالوا أَلَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَنَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنينَ فَاللَّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكافِرينَ عَلَى المُؤمِنينَ سَبيلًا ۝ إِنَّ المُنافِقينَ يُخادِعونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُم وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى يُراءونَ النّاسَ وَلا يَذكُرونَ اللَّهَ إِلّا قَليلًا ۝ مُذَبذَبينَ بَينَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبيلًا﴾ [النساء: ١٤١-١٤٣].

إننا في منتدى العلماء نؤكد مايلي :

أولا: ندعو النظام السعودي إلى مناصرة إخوانهم المسلمين في أرض فلسطين، والذود عنهم، والعمل على إيقاف العدوان الجائر عليهم، وكذا الكف عن الإساءة للمجاهدين ورموزهم، وعن التشكيك بقضيتهم العادلة التي أجمع العالم على عدالتها، وإلى تبني موقفا حقيقيا إلى جوار قضايا الأمة جميعها وعلى رأسها قضية فلسطين، وهي رسالة عامة لكل الأنظمة والحكومات الإسلامية.

ثانيا: نذكر علماء الأمة عامة وعلماء السعودية خاصة بأن الأمانة الملقاة على عاتقكم والعهد الذي أخذه الله عليكم ببيان الحق للناس كبير، وإن نبذ هذا العهد سبب لخسران الدنيا والآخرة، فلا تمنعنكم رغبة في دنيا، أو رهبة من حاكم غشوم من الصدع بكلمة الحق، ونصرة المستضعفين، والذود عنهم والذب عن أعراضهم.

ثالثا: نؤكد للإعلاميين في السعودية أن خذلان المجاهدين، والطعن فيهم، ونشر الشائعات عنهم جريمة نكراء، بل هو فعل المنافقين ذاته الذين توعدهم الله بالعقاب، فكونوا بدلا من ذلك صوت الأمة الغائب الذي يحث على الجهاد ويدفع عن المجاهدين، وإن لم تستطيعوا ذلك فليس أقل من أن تكفوهم شركم بسكوتكم.

رابعا: ندعو الشعب السعودي لأن يكون مع المستضعفين من المسلمين الذين يدافعون عن مقدسات المسلمين جميعا، ويكون أهل نصرة وسباق، ولا تلهكم حفلات الغناء والرقص التي ينظمها القائمون على هيئة الترفيه عن مناصرة إخوانكم في فلسطين.

والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.

صادر عن منتدى العلماء بتاريخ: 02-صفر-1446هـ الموافق 06-08-2024

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى