مقالاتمقالات المنتدى

بعيدا عن ملاحقة الخلق بالأحكام وإجرائها على الأنام

بعيدا عن ملاحقة الخلق بالأحكام وإجرائها على الأنام

 

بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد

فيا أيها المسلمون الكرام!

قد قال الله تعالى:”فاستقم كما أمرت ومن تاب معك”

وقال تعالى:”وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون”

ولقد كثرت من قديم السبل وتشعبت بأهلها، وهي اليوم أشد انحرافا وأعظم اختلافا عن الهدي الأقوم، والأمر الأول!

وذلك مع قلة في العلم والفهم ورقة في الديانة والصيانة.

ومع كثرة التحلل من الشرائع ومواقعة الكبائر، فإن هنالك دعوات للزيادة في التعبد بغير المشروع أو بغير الراجح، أو بما يشتبه على المسلم حكمه!

ولو أن مسلما ألزم نفسه ألا يأتي من العمل والعبادة إلا ما قام الدليل على صحته، وعرفه الصحابة وعملوه، لما كان عليه من حرج، ولما سأله الله عما اختلف فيه بين الحظر والإباحة، والسنة والبدعة، وماهو معصية وذنب أو شرك وكفر!

فلو أن عبدا ما استغاث ولا توسل إلا بالله وبما شرعه رسول الله، داعيا وطالبا من الله ومتوكلا على مولاه، مجتنبا تقبيل الأضرحة والأعتاب، معرضا عن الصلاة في المساجد التي بها قبور ومشاهد تعظم، ولم يحضر حضرة طرقية ولا رقص بها أو تمايل فيها، ولا تعبد بذكر مخترع أو حتى مجرب، ولا أضاف كلمة سيدنا إلى الصلاة الابراهيمية في التشهد، ولا احتفل بالمولد النبوي، ولا موالد الصالحين، ولم يزد أو ينقص على ما ثبت من كلام نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقادا وعملا وهديا وخلقا، قائما بالفرائض مستكثرا من النوافل، كافا عن المحارم، متورعا عن الشبهات- لكان ناجيا عند رب الأرض والسماوات، منافسا ومسابقا إلى أعلى الدرجات، وذلك بإجماع أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان!

فيا طالب النجاة!

النجاة كل النجاة أن تأخذ ما في كتاب الله وسنة رسول الله وهدي أصحابه، اعمل به وادع اليه، ودع ما لا تعرف من شأن دينك وعبادتك مما لم يكن من الهدي الأول والأمر العتيق!

ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

اللهم أصلحنا واهدنا وسددنا ويسر الهدى لنا واجعلنا سببا لمن اهتدى، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى