مقالاتمقالات المنتدى

بشّر الصّابرين بفرج ربّ العالمين!

بشّر الصّابرين بفرج ربّ العالمين!

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ وقال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ وقال تعالی: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ وقال تعالی: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ وقال رسول اللّه ﷺ لخبّاب بن الأرتّ رضي اللّه عنه حين أتاه يشتكي له ما لقي من المشركين: {وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ} في غزوة الخندق عظم الخطب واشتد الكرب بالصّحابة الكرام وبلغت القلوب الحناجر وظنّ المنافقون بالحيّ القيّوم الظّنون وحينئذ فتح الصّادق الأمين ﷺ باب التّفاؤل والأمل بفرج اللّه عزّ وجلّ! فعن البراء بن عازب رضي اللّه عنهما قال: أمرنا رسول اللّه ﷺ بحفر الخندق وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول فشكوها إلی رسول اللّه ﷺ فجاء الرّسول ﷺ فوضع ثوبه ثمّ هبط إلی الصّخرة فأخذ المعول فقال: (بِسْمِ اللَّهِ) فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال: {اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ وَاللَّه! إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا} ثمّ قال: {بِسْمِ اللَّهِ} وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال: {اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ وَاللَّهِ! إِنِّي لأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا) ثمّ قال: (بِسْمِ اللَّهِ} وضرب ضربة أخرى فقلع بقيّة الحجر ثمّ قال: {اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ وَاللَّهِ! إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا} إنّنا نقول بالمختصر للإخوة المرابطين في الثّغر في أرض المحشر والمنشر: لقد بشّرنا خاتم النّبيّين ﷺ بانتصار هذا الدّين وانتشاره في العالمين رغم كيد الكائدين ومكر المنافقين مهما تكالبت عليه الخصوم! فعن تميم الدّاريّ رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه ﷺ يقول: {ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلَغ الليل وَالنّهار وَلا يَترك اللّه بيت مدر وَلا وَبر إلا أدخله اللّه هذا الدِّين بعِزِّ عَزيز أو بذُلِّ ذليل عزًّا يُعزُّ اللّه به الإسلام وَذلاًّ يُذلُّ اللّه به الكفْر} وللّه درّ القائل: (ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها : فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ)! اللّهمّ أعزّنا بالإسلام وأعزّ الإسلام بنا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى