بدعة الإبراهيميَّة: لماذا لا يمكن إقران الإسلام بملَّة أهل الكتاب؟ – 1 من 3
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
“يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)” (سورة آل عمران: آيات 65-72).
يبدو أنَّ من أبرز تداعيات إبرام “اتّفاق أبراهام” للسَّلام بين دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة وإسرائيل، في 13 أغسطس 2020م، إعادة تعريف العقيدة الإيمانيَّة للمسلمين لتتوافق مع ملَّة أهل الكتاب، تحت ذريعة نبْذ الخلافات الدّينيَّة وتجاوُز النّزاعات الطَّائفيَّة من خلال ديانة موحَّدة يدين بها أهل الأرض. ومن المثير للدَّهشة أن تجد إماراتيًّا، هو أردني الأصل، يُعدُّ من شباب الدُّعاة الإسلاميين، ويعرّف نفسه بأنَّه حاصل على درجة الدُّكتوراه في تفسير القرآن الكريم، يدَّعي إمكانيَّة دمج الإسلام مع اليهوديَّة والمسيحيَّة في ديانة اشتُق اسمها من اسم نبيّ الله إبراهيم (عليه السَّلام)، والّذي أطلق اسمه على اتّفاق التَّطبيع بين إسرائيل والإمارات، تُسمَّى “الإبراهيميَّة”، وكأنَّما لا توجد اختلافات جذريَّة في أساس العقيدة الإيمانيَّة الَّتي يقرُّها القرآن الكريم، ويخبر عنه النَّبي مُحمد (ﷺ) في سُنَّته. تجدر الإشارة إلى أنَّ مصطلح Abrahamic religions، أو Abrahamism، قد نحته صاغه لويس ماسينيون، وهو مستشرق فرنسي عمل ومستشارًا لوزارة المستعمرات الفرنسيَّة في شؤون شمال أفريقيا، وكان راعيًا روحيًّا للجمعيَّات التبشيريَّة الفرنسيَّة في مصر، وكان يقصد به الإسلام واليهوديَّة والمسيحيَّة، والَّتي رآها ديانات نابعة من أصل واحد، برغم وجود اختلافات جذريَّة بينها، كما سيتضَّح لاحقًا.
من المفارقات أن تجد الكتاب المقدَّس يعترف بأنَّ بعثة يسوع النَّاصري، الَّذي توازي شخصيَّته شخصيَّة نبي الله عيسى بن مريم (عليه السَّلام) وفق المعتَقد الإسلامي، ما كانت إلَّا لتقويم الاعوجاج الَّذي أبدته فئة “ضالَّة” من بني إسرائيل في عقيدتها؛ فيسوع ذاته يقول “لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ” (إنجيل متَّى: إصحاح 15، آية 24). وقد صدَّق القرآن الكريم على ذلك بقول الله تعالى “وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ” (سورة المائدة: الآية 46). ويُقصد بقوله تعالى “مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ” أنَّ الكتاب الَّذي جاء به عيسى يتَّفق مع التَّوراة المنزَّلة من السَّماء على أنبياء بني إسرائيل، وليس المحرَّفة بحسب الأهواء، والمخفاة لكتم الحق وعدم التَّقيُّد بالنُّصوص الشَّرعيَّة في التَّصرفات والمعاملات وتحقيق المنفعة المادّيَّة، وفي ذلك يقول تعالى “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ” (سورة آل عمران: الآية 187). ويوضح عيسى بن مريم، كما يخبرنا الله على لسانه، أنَّه بُعث لبني إسرائيل “بِالْحِكْمَةِ” ممَّا ورد في التَّوراة، أي بتأويلها وتفسيرها ليبيّن للفرق الدّينيَّة المتناحرة زمن بعثته، وأبرزها الصَّدوقيون والفريسيون والكتبة، كما يقول تعالى “وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ” (سورة الزُّخرف: الآية 63).
ويخبرنا الكتاب المقدَّس أنَّ يسوع النَّاصري دخل في جدال مع اليهود الصَّدوقيين، ممَّن أنكروا القيامة؛ فردَّ عليهم بقوله “أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ” (إنجيل متَّى: إصحاح 22، آيتان 31-32). وقد أخذ يسوع على الفريسيين والكتبة نفاقهم وأكلهم أموال النَّاس بالباطل من خلال استغلال السُّلطة الدّينيَّة “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا” (إنجيل متَّى: إصحاح 23، آيات 13-15). فلو لم يجد الله تعالى انحرافًا في عقيدة اليهود وتفرُّقهم إلى أحزاب متناحرة، فلماذا بعث عيسى بالإنجيل لتصحيح العقيدة؟
يخبرنا الله تعالى عن انقسام مجتمع بني إسرائيل بشأن بعثة عيسى بن مريم، وانتصار الفئة المؤمنة على المكذّبة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ” (سورة الصَّف: الآية 14). ونعرف أنَّ مصير اليهود بعد رفْع عيسى إلى الله كان التَّقتيل والتَّشريد على يد الرُّومان خلال ثورة اليهود الأولى (66-70 ميلاديًّا) وثورتهم الثَّانية (135 ميلاديًّا). حافظت الفئة النَّاجية من بني إسرائيل على رسالة الحقّ، إلى أن أتت أجيال جديدة انحرفت عن صحيح العقيدة؛ وحينها بعث الله نبيَّه محمَّدًا (ﷺ) بالهدى ودين الحقّ في القرن السَّابع الميلادي. وقد ورد في صحيح مُسلم (حديث 2865) أنَّ النَّبيّ(ﷺ) قال “أَلَا إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا عَلَّمَنِي يَومِي هذا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا، وإنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلى أَهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلَّا بَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ، وَقالَ: إنَّما بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَا بكَ…”.
ومن عجائب الأمور أنَّ الدَّاعية التَّنويري يعتبر أنَّ التَّقارب مع غير المسلمين أمر ينصُّ عليه القرآن الكريم، مستشهدًا بقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (سورة الحجرات: الآية 13). والسُّؤال: هل المسلمون هم من يعتبرون أنفسهم مميَّزين عن سائر الخلق ويحظر عليهم الاختلاط بالأمم الأخرى؟ تردُّ هاتان الآيتان من العهد القديم على ذلك “لَمْ يَنْفَصِلْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ وَالْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي حَسَبَ رَجَاسَاتِهِمْ، مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْعَمُّونِيِّينَ وَالْمُوآبِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ. لأَنَّهُمُ اتَّخَذُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ وَلِبَنِيهِمْ، وَاخْتَلَطَ الزَّرْعُ الْمُقَدَّسُ بِشُعُوبِ الأَرَاضِي. وَكَانَتْ يَدُ الرُّؤَسَاءِ وَالْوُلاَةِ فِي هذِهِ الْخِيَانَةِ أَوَّلًا” (سفر عزرا: إصحاح 9، آيتان 1-2). ومن الملفت أن تجد يسوع النَّاصري في العهد الجديد يتعامل مع الأغيار، أي غير الإسرائيليين، بعنصريَّة مفجعة لدرجة أنَّه وصفهم بالكلاب! يتجاهل يسوع امرأة كنعانيَّة توسَّلت إليه لكي يشفي ابنتها من الجنون، ولم يستجب إلَّا بعد أن أقرَّت بأنَّ الكلاب لا تترفَّع عن أكْل فتات أسيادها: “أَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!». فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!»” (إنجيل متَّى: إصحاح 15، آيات 25-27).
يوضح الله تعالى في مُحكم آياته أركان صحَّة الإيمان به، وهي الإيمان به وحده لا شريك له وملائكته وكتبه ورسله دون تفرقة بينهم، “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (سورة البقرة: الآية 285). وقد أضاف النَّبيُّ ركنًا آخر، هو الإيمان بالقدر، كما يقول الحديث في صحيح مُسلم (8)”أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ“. وبرغم الاختلافات الآتي إيضاحها في أركان الإيمان بين الإسلام وملَّة أهل الكتاب، تجد الدَّاعية التَّنويري ينشر الصُّورة التَّالية مصحوبة بتعليق “لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ”، يأتي الصَّليب في وسطها مرتفعًا عن رمز نجمة داود اليهودي، ورمز الهلال والنَّجمة، المفترَض أنَّه يمثّل الإسلام، بينما هو لا يمتُّ للإسلام بصلة، إنَّما يعبّر عن المعتَقد الوثني الَّذي يعتبر الألوهيَّة اقترانًا بين ذكر يمثّله النَّجم وأنثى يمثّلها الهلال. صحيح أنَّ دولة الخلافة العثمانيَّة اتَّخذت من الهلال والنَّجمة الخماسيَّة رمزًا لها، لكنَّ الهلال كان يرمز إلى التَّقويم الهجري القمري الَّذي بدأه الخليفة الرَّاشد عمر بن الخطَّاب (رضي الله عنه وأرضاه)، بينما رمزت النَّجمة الخماسيَّة إلى أركان الإسلام الخمسة. أمَّا عن النَّجمة السُّداسيَّة المنسوبة زورًا لنبيّ الله داود (عليه السَّلام)، فهي تعني حرب الأرض على السَّماء (المثلَّث الصَّاعد إلى أعلى) لمقاومة حرب السَّماء على الأرض (المثلَّث النَّازل إلى أسفل)، في تحدٍّ صريح للذَّات الإلهيَّة.
فيما يلي، إيضاح لمواطن الاختلاف في مفاهيم أركان الإيمان بين الإسلام وملَّة أهل الكتاب؛ لتبيان إذا ما كان من الممكن اقتران الإسلام بالملَّة السَّابقة الَّتي ما جاء إلَّا لإبطالها. والسُّؤال: لماذا يعلو رمز الصَّليب موقعًا عن الرَّمزين الآخرين؟ هل يخبر ذلك بشيء عن حقيقة العقيدة “الإبراهيميَّة” الَّتي يُراد للمسلمين الانحراف إليها؟!
(المصدر: رسالة بوست)