
(باب الرّحمة ومآذن المسجد الأقصی المبارك )!
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وعن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه ﷺ: {وَلا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَسْجِدِي وَمَسْجِدِ الأَقْصَى} (رواه الإمام البخاريّ) وقول الصّادق الأمين ﷺ: {لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ} نفي ولكنّ المقصود منه النّهي عنه بل هو أبلغ منه فلا تستقيم ولا تصحّ مشقّة السّفر وشدّ الرّحال طلبًا للمثوبة والأجر إلا لهذه المساجد الثّلاثة والحقّ يقال: إنّ اختصاص المساجد الثّلاثة بالأفضليّة لأنّ بيت اللّه الحرام فيه حجّ -وأداء عمرة- عباد اللّه المسلمين الكرام وهو قبلتهم أحياءً وأمواتًا والمسجد النّبويّ الشّريف قد أسّس على التّقوى وبناه نبيّنا محمّد خير الوری ﷺ والمسجد الأقصی المبارك هو قبلة الأمم الماضية وإليه كان الإسراء المنيف ومنه تمّ المعراج الشّريف! ولعلّ من أهمّ أبواب المسجد الأقصی المبارك هو: (باب الرّحمة) الذي هو جزء لا يتجزّأ من المسجد الأقصى أولی القبلتين وثاني مسجد بني في الأرض للعابدين وثالث المساجد التي تشدّ إليها رحال المصلّين والأقصی جزء لا يتجزّأ من القدس زهرة المدائن وعاصمة الخلافة الإسلاميّة الرّاشدة الأخيرة القادمة ويقع هذا الباب الكبير ضمن السّور الشّرقيّ للمسجد الأقصی ويبلغ ارتفاعه أكثر من (11) مترًا ويوجد في داخله مبنى وينزل إليه في درج طويل وهو عبارة عن بوّابتين هما: باب الرّحمة جنوبًا وباب التّوبة شمالًا وبينهما عمود من الحجر وقد أمر ببنائه الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان رحمه اللّه ثمّ جدّد بناءه القائد الرّبّانيّ البطل صلاح الدّين الأيوبيّ رحمه اللّه وقد تمّ بناء هذا الباب بمهارة فائقة جعلته أشبه بلوحة فنيّة رائعة وأطلق عليه العديد من الأسماء منها: البوّابة الأبديّة وَالبوّابة الدّهريّة والباب الذّهبيّ وباب القضاء وباب الحكم! هذا ومن الجدير بالذّكر أنّه تقع إلى الشّرق من هذا الباب خارج السّور: مقبرة باب الرّحمة التي تضمّ قبور ثلّة من الصّحابة والتّابعين والعلماء والشّهداء والأمراء والأبطال الغرّ الميامين منهم: الصّحابيّ شدّاد بن أوس رضي اللّه عنه والصّحابيّ عبادة بن الصّامت رضي اللّه عنه وتعدّ هذه المقبرة من أكبر المقابر الإسلاميّة في مدينة القدس! وباب الرّحمة من ضمن المسجد الأقصى الذي تبلغ مساحته (144) دونمًا ويعتبر من أكبر المساجد في العالم بعد الحرمين الشّريفين ومساحته سدس مساحة مدينة القدس القديمة تقريبًا وتحتوي الجهات الأربعة للمسجد الأقصی على (16) بابًا منها (10) أبواب مفتوحة في جهتيه الشّماليّة والغربيّة و (5) أبواب مغلقة في الجهتين الجنوبيّة والشرقيّة وتقع ضمن أسوار هذا المسجد المبارك هذا وسور البلدة القديمة ممتدّ على طول الجهة الجنوبيّة والشّرقيّة للأقصى المبارك الذي يعتبر جزءا من عقيدة ملياري مسلم في الكرة الأرضيّة! أمّا مآذن المسجد الأقصى فهي أربع مآذن بنيت في العهد المملوكيّ وهي: 1. مئذنة باب المغاربة: وتسمى أيضًا بالمئذنة الفخريّة وتقع في الجزء الجنوبيّ الغربيّ للمسجد الأقصى وهي أصغر المآذن ويبلغ ارتفاعها حوالي 23.5 مترًا وقد تعرّضت للتّصدّع بسبب إحدی الزّلازل فهدمت ثمّ أعيد بناؤها عام 1922م 2. مئذنة باب السّلسلة: وتقع فوق الرّواق الغربيّ للمسجد الأقصى ويبلغ ارتفاعها 35 مترًا تقريبًا تأثرت بالزّلزال وأعيد بناؤها عام 1922م 3. مئذنة باب الغوانمة: وهي أعلى المآذن في المسجد الأقصى ويبلغ ارتفاعها 38.5 مترًا والرّاجح أنّها قد بنيت في العصر الأمويّ وتقع على الرّواق الشّمالي للمسجد الأقصى وقد جدّدت عام 1927م 4. مئذنة باب الأسباط: وتقع على الرّواق الشّماليّ للمسجد الأقصى وتقع بين باب الأسباط وباب حطّة وارتفاعها أكثر من 28 مترًا وقد تصدّعت بفعل إحدی الزّلازل وأعيد بناؤها عام 1927م ثمّ رمّمت من جديد عام 1967م ولنردّد سويّة قبل الختام قول الشّاعر الهمام: (الأرض أرضي والفضاء فضائي : وجميع ما تحت الثّری هو مائي)! وإنّ غدًا لناظره قريب.. أيّها الأخ اللبيب!
إقرأ أيضا:أيها الرماة.. لا تلقوا سلاحكم..!!