اليمين الغموس!
بقلم عبد العزيز الفضلي
القَسَم (بفتح القاف والسين) والحَلِف واليمين، كلها كلمات مترادفة لمعنى واحد وهو: تأكيد أمرٍ ما بالحلف باسم الله تعالى أو بأحد أسمائه أو صفاته، سواء كان ذلك الأمر في الماضي أو المستقبل.
وهذا القسَم مقامه عند الله عظيم، لأنه إشهاد لله تعالى وجعله وكيلاً وكفيلاً على ما تقول.
ومن هنا يأتي عِظَم خطيئة وإثم من يقسم بالله كاذباً!
لقد سُمّيت هذه اليمين الكاذبة باليمين الغموس، لأنها تغمس صاحبها في النار.
وهي من الكبائر كما جاء في حديثها: (الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس).
ومن استخدم اليمين الكاذبة في خديعة الناس أو أكل أموالهم فقد عرّض نفسه لدخول النار والطرد من الجنة، جاء في الحديث: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه – أي بالحلف – فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة (وفي رواية) لقي الله وهو عليه غضبان».
لاحظنا في الآونة الأخيرة جرأة غير طبيعية على الحلف بالله تعالى كذباً، أو التساهل في القسَم بالله تعالى ثم النكث به!
يقسم الوزراء والنواب عند تولي مناصبهم وأعمالهم بالله تعالى على احترام الدستور وقوانين الدولة، والذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله.
ثم تتكشّف الحقائق عن خيانة البعض لهذا القسم، من خلال الانتفاع الشخصي من المنصب، أو الوقوع في التجاوزات المالية المتعمدة، أو بالسعي في التضييق على حريّات الشعب، أو بالتقاعس المتعمد عن أداء الأعمال بالأمانة والصدق!
فأين هؤلاء من القسَم الذي نطقوا به؟ أو الأمانة التي حلفوا على رعايتها؟!
فلئن يغضب الناس عليكم، أهون مليون مرة من أن تقعوا في دائرة غضب الله تعالى.
من السنن الإلهية أن يُنزل الله تعالى عقوبته بمن حلف به كاذباً، «إنّ بطش ربّك لشديد»، نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)