اسم الدراسة: المقاصد التحسينية عند الأصوليين وضوابطها وأثرها الفقهي.
اسم الكاتب: ليلى شادة.
عدد الصفحات: 295 صفحة.
نوع الدراسة: مقدمة لنيل درجة الماجستير في الفقه وأصوله – الجزائر.
نبذة عن الدراسة:
خلق الله الانسان وكرمه وأودع في فطرته من الخصائص والمكملات ما كان به أهلاً لحمل أمانة التكليف وفضله على الخلق تفضيلاً، يقول سبحانه وتعالى: (لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً) (الاسراء 70)، وحدد الغاية من وجوده، يقول تعالى: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) (الذاريات 56)، وليقوم الناس بوظيفتهم على اكمل وجه وليحققوا الغاية التي من أجلها وجدوا، بعث الله تعالى اليهم الرسل – عليهم السلام – مبشرين ومنذرين، وأنزل عليهم الشرائع التي ينبغي أن تكون عليها حياتهم في هذه الدنيا، كما بين ذلك القرآن الكريم: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم حقت عليه الضلالة، فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) (النحل 36).
وجعل شريعة الاسلام خاتمة لكل الشرائع ناسخة لما قبلها من الرسالات، ولما كانت هذه الشريعة خاتمة لما قبلها من الشرائع، جاءت وافية بمصالح الناس المعتبرة دافعة للمضار عنهم، فما من حكم شرعي الا ونزل لتحقيق أحد المصالح أو لدفع أحد المفاسد، فالأحكام الشرعية بمفهومها الصحيح في الاسلام كانت متعلقة بالعبادات أو المعاملات أو العقوبات أو غيرها تعني أن يكون الانسان مدركاً لمراد الله تعالى عارفاً بكيفية تحقيقه في واقع الحياة، ومراد الله تعالى من عباده أن تكون أفعالهم محققة لغاياته وأهدافه المعبر عنها في المصطلح الأصولي “بمقاصد الشريعة”.
فمقصود الشارع من تشريعه تحقيق مصالح العباد الدنيوية منها والأخروية، فالالتزام بها هو السبيل الأسلم لتحقيق كل ما يطمح اليه الانسان من كرامة وعزة وحضارة راقية تجلب سعادة الدارين.
فارتباط الأحكام الشرعية الكلي منها والجزئي بالحكم والمصالح والمعاني كفيل بتحقيق سعادة الانسان في عاجله وفي آجله ودنياه وأخراه، كما أن الأحكام الفقهية هي وسائل لتحقق مقاصد التشريع في حالة اقامتها والامتثال بها.
وعلى ضوء ما سبق تأتي هذه الدراسة لقسم من أقسام مقاصد الشريعة وأثرها الفقهي من خلال العنوان التالي: “المقاصد التحسينية عند الأصوليين وضوابطها وأثرها الفقهي”.
أهمية الموضوع:
ترجع أهمية الموضوع الى:
1- أهمية المقاصد: حيث تعتبر الاطار الأنسب الذي ينبغي أن يسير عليه المجتهدون في اجتهادهم أثناء النظر في الجزئيات.
2- ان الاهتمام بدراسة المقاصد يؤكد شمولية الشريعة ويبرهن على صلاحيتها لكل زمان ومكان وقدرتها العجيبة على استيعاب كل جديد.
3- ان قضية اظهار مناقب الاسلام ومحاسن الشريعة من خلال بيان مزاياها وأسرارها، كان شغلاً شاغلاً لكبار الأئمة والنظار، ونحن اليوم أحوج الى ذلك منهم، ومقاصد الشريعة هي التي تحقق لنا هذا الهدف.
4- اذا كانت الأحكام الفقهية بأدلتها التفصيلية هي عبارة عن “حقائق جزئية” فان نظرية المقاصد هي الاطار الأنسب الذي ينظمها ويجمع شتاتها وينسق فيما بينها.
5- ان هذا النوع من المصالح – المصالح التحسينية – يتجه الى تنمية الصلاح الحاصل والازدياد فيه والسير بالمكلف نحو الاصلاح.
أهداف البحث:
بالنسبة للأهداف المرجوة من البحث يمكن تلخصها بالنقاط التالية:
1- السعي الى بناء فقه مقاصدي يحقق الهوية الاسلامية ويبني الأصالة المعاصرة، ويشيد دعائم الحضارة الاسلامية على هدى من الفقه الحضاري، وذلك لأن ربط الفقه بمقاصد الشريعة وكلياتها من أفضل الضمانات لايجاد ضوابط شرعية لحياة اسلامية معاصرة.
2- التوجه التنظيري لمرتبة التحسينيات، ذلك أن المفكر الأصولي قصر اهتمامه على الضرويات فوضع لذلك نظرية الضرورة في حين لم يول أي اهتمام ذي بال بمرتبة التحسينيات.
3- محاولة وضع حد واضح للمقاصد التحسينية يتناسب وقدر الحاجة اليها في الاجتهاد المعاصر.
الخطة التفصيلية للبحث:
– الفصل التمهيدي: مفهوم المقاصد لغةً واصطلاحاً، علاقتها بالألفاظ ذات الصلة، تقسيمات الأصوليين للمصلحة وموقع المقاصد التحسينية منها.
– الفصل الأول:
المبحث الأول: مفهوم المقاصد التحسينية لغةً واصطلاحاً وعلاقتها بلفظ الاحسان المذكور في القرآن الكريم.
المبحث الثاني: الأدلة على اعتبار المقاصد التحسينية.
المبحث الثالث: أقسام المقاصد التحسينية.
المبحث الرابع: علاقة المقاصد التحسينية بالأحكام الشرعية.
– الفصل الثاني:
المبحث الأول: علاقة المقاصد التحسينية بأحكام بر الوالدين.
المبحث الثاني: علاقة المقاصد التحسينية بأحكام الأخوة الاسلامية.
المبحث الثالث: علاقة المقاصد التحسينية بأحكام مخالفة المشركين.
– الخاتمة: وفيها أهم النتائج المتوصل اليها.