أخبار ومتابعات

المفكر المغربي طه عبد الرحمن يدعو لإعادة الفلسفة إلى أصلها، ويقدم رؤى لفلسفة إسلامية أصيلة

المفكر المغربي طه عبد الرحمن يدعو لإعادة الفلسفة إلى أصلها، ويقدم رؤى لفلسفة إسلامية أصيلة

دعا المفكر المغربي طه عبد الرحمن إلى ضرورة “إعادة الفلسفة إلى أصلها، وهو الحكمة”.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في ندوة نظمها مركز الأبحاث الإسلامية “إسام” في إسطنبول يوم الثلاثاء، بعنوان: “كيف نؤسس لفلسفة إسلامية أصيلة؟”.

وتطرق طه عبد الرحمن الأستاذ في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، إلى القضايا التي تواجه الفيلسوف المسلم المعاصر وقدم أفكارًا تساعده في التفاعل مع عصره.

فلسفة إسلامية معاصرة

وأكد عبد الرحمن أن “أي فلسفة إسلامية معاصرة لن تكون أصيلة إلا إذا كانت من ابتكار الفيلسوف المسلم ذاته”.

وأضاف أن هذا الإبداع لا يتحقق في الإشكال الفلسفي إلا من خلال التفاعل مع التصورات الفلسفية المعاصرة والتحديات العالمية، وصياغة نتائج هذا التفاعل وفقًا لخصوصية التداول الإسلامي.

وأوضح أن الإشكال الفلسفي سيكون أكثر أصالة كلما كان أكثر ارتباطًا بواقعه وحياة أمته.

دعا عبد الرحمن الفيلسوف المسلم إلى تبني فلسفة تتجه نحو الحكمة بدلاً من الانشغال بالفلسفة العلمية، مشدداً على أهمية معالجة التحدي الجذري الحالي المتمثل في “تسفل الإنسان”.

وأشار إلى أن الفيلسوف يمكنه تحقيق أهدافه في هذا الصدد عبر مهمتين رئيسيتين: أولاً، “مكافحة التسفل” من خلال الكشف عن أسباب رئيسية مثل “التسيب التقني” للعلم و”التجرد القيمي” للمعرفة، واستكشاف الوسائل الأكثر فاعلية لمعالجة هذه المشكلات، مثل “تهذيب العلم” و”تسديد المعرفة”.

ثانياً، دعا عبد الرحمن إلى “تجديد التفلسف الحكمي” الذي يفرق بين “العقل المجرد” و”العقل المسدد”، ويؤسس الأخلاق على الفطرة.

كما أكد على أهمية الوصول إلى كمال “الاقتداء” عبر تحقيق مرتبة “الصدّيقية”، مشدداً على ضرورة العودة بالفلسفة إلى أصلها، وهو “الحكمة”.

وشدد على ضرورة أن “لا تكون الفلسفة تابعة للعلم وأن يكون العلم خادما للفلسفة”.

وبين أنّ “التفلسف الحكمي هو الوحيد القادر على إنقاذ الإنسان من التسفّل حاضرا ومستقبلا”.

وقال: “على الفيلسوف المسلم أن يعرف ذاته وأن يتخلق بأخلاق النبي الكريم تفكرا وتخلقا”.

صديقية الفيلسوف

وبحسب عبد الرحمن فإن أعلى رتبة يصل إليها الفيلسوف المسلم بالاقتداء بالنبي تفكرا وتخلقا هي “الصديقية”، معتبرا إدراك الفيلسوف المسلم لحقيقة الفطرة الدينية يجعله يقتدي، في معرفة ذاته، بمسلك التخلق النبوي، أمانة وعدلا.

وقدم الندوة رئيس الشؤون الدينية السابق محمد غورماز، رئيس معهد التفكر الإسلامي بأنقرة، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وأشار غورماز إلى عملهم مع الطلاب في المعهد، على قراءة النتاج الفكري للدكتور طه عبد الرحمن وترجمة المزيد من كتبه إلى اللغة التركية.

وشهدت الندوة إقبالا كبيرا من المطلعين على أفكار عبد الرحمن من الأتراك طلابا وأكاديميين وشخصيات سياسية، لا سيما بعد ترجمة العديد من كتبه للغة التركية.

وفي نهاية الندوة أعرب رئيس مركز الأبحاث الإسلامية مرتضى بدر عن شكره لعبد الرحمن لتلبيته دعوته وإغنائه الحاضرين بفكره الفلسفي.

ومن الجدير بالذكر أن الفيلسوف المغربي عبد الرحمن يعتزم عقد ندوة الأربعاء في جامعة غازي بالعاصمة أنقرة بعنوان: “الفرق بين التفكير والتفكر”.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى