المشروع النَّووي الإيراني وحقيقة تهديده لأمن إسرائيل 8 من 8
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
1.تواطأ ملالي الشّيعة مع قوَّات الاحتلال الأمريكي عند غزو العراق عام 2003م؛ ممَّا أدَّى إلى تمزُّق العراق وتقسيمه بعد سيطرة الشّيعة على مقاليد الأمور. وفي سوريا، عاوَن نظام الملالي في إيران نظام الأسد العَلَوي، الحاصل من سبعينات القرن العشرين على اعتراف بتشيُّعه؛ وأفضى ذلك إلى تقتيل وتشريد الملايين من أبناء الشَّعب السُّوري، وأصبح البلد على وشك التَّقسيم إلى دويلات. ويواصل النّظام الإيراني الطَّائفي دعْم ميليشيات حركة أنصار الله، أو الحوثيين، في اليمن، في حربه ضدَّ التَّحالف العربي بقيادة السَّعوديَّة؛ حتَّى أصبح الحوثيون الشّيعة أصحاب السّيادة وأهل الحلّ والرَّبط في اليمن. والسُّؤال: كيف يمكن تفسير توافُق مصلحة إيران في دعمها لتقسيم الدُّول العربيَّة وحصول الشّيعة فيها على مواقع القيادة مع مخطَّط المفكّر الصُّهيوني، برنارد لويس، لتقسيم نفس الدُّول على أساس ديني وطائفي وعنصري؟ وهل يعطي جوزيف بايدن بمطالبته بإنهاء حرب اليمن دبلوماسيًّا الضَّوء الأخضر لتقسيم اليمن إلى دويلتين، يحكم الحوثيون الشّيعة الدُّويلة الشَّماليَّة منها، المتاخمة للسَّعوديَّة والمتحكّمة في مضيق باب المندب، حتَّى يسيطر الشّيعة على مرور ناقلات النَّفط من الخليج العرب إلى الغرب؟
2.تتَّخذ إدارة جوزيف بايدن موقفًا سلبيًّا من سياسات الحُكم الَّتي يتّبعها وليُّ العهد السَّعودي، وبخاصَّة فيما يتعلَّق بانتهاك حقوق الإنسان وملاحقة المعارضين، في داخل المملكة العربيَّة السَّعوديَّة وخارجها. وبرغم استمرار الدَّعم الإيراني للحوثيين، كما سبقت الإشارة، أوقف بايدن إمداد التَّحالف العربي بقيادة السَّعوديَّة بالسّلاح؛ ممَّا شجَّع الحوثيين على تكثيف الهجوم على منشآت حيويَّة في العُمق السَّعودي، بما يهدّد أمن المملكة واستقرارها. والسُّؤال: هل يقصد بايدن إحداث فوضى في السَّعوديَّة تؤدّي إلى تقسيمها، أسوةً بالعراق والشَّام واليمن؟ وهل يؤدّي العدوان الحوثي على المملكة إلى ازدياد النُّفوذ الشّيعي مستقبلًا، إذا ما قُسّمت المملكة؟ وهل الهدف من توقُّف الدَّعم الأمريكي للسَّعوديَّة هو أن تلجأ المملكة إلى إسرائيل، المفترَض أنَّها تشترك معها في التَّعرُّض للتَّهديد الإيراني، على أن يكون التَّطبيع هو المرحلة التَّالية بعد تكوين تحالُف إسرائيلي-خليجي لمواجهة إيران؟
3. يتظاهر نظام ملالي الشّيعة منذ تأسيسه في إيران في فبراير 1979م معاداة إسرائيل ونُصرة قضايا الأمَّة الإسلاميَّة، دون اتّخاذ خطوات فعليَّة لتنفيذ تهديداته بمحو إسرائيل من الوجود أو إلحاق أدنى ضرر بمصالح دولة الاحتلال. وقد أثبت العديد من الباحثين وجود علاقات وطيدة، سريَّة أو علنيَّة، بين الكيانين الصُّهيوني والصَّفوي نتجت عن اشتراكهما في الأهداف والمصالح في المنطقة؛ بل وهناك من الصَّهاينة مَن أقرَّ بأنَّ المشروع النَّووي الإيراني لا يستهدف إسرائيل، إنَّما هو موجَّه ضدَّ الجيران العرب للكيانين، وأغلبيَّتهم من أهل السُّنَّة. والسُّؤال: إلى ما سيفضي التَّصعيد المتبادَل بين إسرائيل وإيران بشأن المشروع النَّووي للأخيرة، بعد أن بدأت إيران، كما يُشاع، في تصنيع سلاح نووي؟ ولماذا تزداد التَّهديدات الإسرائيليَّة هذه الآونة، برغم أنَّ التَّحذير من إنتاج إيران سلاحًا نوويًّا والتَّلويح الإسرائيلي بالحيلولة دون ذلك يرجعان إلى عام 2005م، في عهْد الهالك أرئيل شارون؟ وهل تُقدم إسرائيل على شنّ هجوم على منشآت نوويَّة، دون موافقة أمريكيَّة، بذريعة حماية أمنها القومي؛ فتشتعلَ حربٌ إقليميَّة، كما يتنبَّأ الكاتب الأمريكي-الإسرائيلي، الصُّهيوني المسيحي، يهودي الأصل، جويل روزنبرغ في روايته The Tehran Initiative-مبادرة طهران (2011، صـ275)؟
(المصدر: رسالة بوست)