مقالاتمقالات مختارة

الليبرالي… والقلّابي!! .. بقلم أ. عبد العزيز الفضلي

بقلم أ. عبد العزيز الفضلي

Twitter: @abdulaziz2002

عندما قدِم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، سمع به عبدالله بن سلام وكان من أحبار اليهود، فلما التقى به أعلن إسلامه.
ثم طلب «ابن سلام» من الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يستدعي اليهود ويسألهم عنه قبل أن يعلموا بإسلامه.
فقالوا: ذاك سيدنا وابن سيّدنا، وأعلَمنا وابن أعلمنا.
فخرج عليهم «ابن سلام» وكرر نطق الشهادتين أمامهم.
فقالوا: هو شرّنا وابن شرّنا، وانتقصوا منه!!
موقف اليهود هذا يذكرنا ببعض الناس اليوم، ممّن إذا خالفتهم في موقف، نسوا ما بينك وبينهم من ود واحترام وتقدير، وأخذوا بالطعن فيك، والتشنيع عليك!!
فقد رأينا أحدهم كيف كان يمدح حلقات تحفيظ القرآن ويُثني على طلابها وعلى القائمين عليها، ويُعدّد آثارها الإيجابية، ودورها في حفظ الشباب.
ثم فجأة ومن دون سابق إنذار ينقلب عليها، ويقوم بذمّها، ويهاجم القائمين عليها، ويتهم تلك الحلقات بأنها منبع للإرهاب والتطرف!!
وآخر لطالما تحدث عن الدور الإيجابي للعلماء والدعاة والجماعات الإسلامية، وأثرهم في تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع. ثم يتفاجأ الناس بانقلابه عليهم ومهاجمته لهم، وكَيْل التّهم لهم، ومخاطبته لهم بأقسى الألفاظ وأغلظها!!
انقلاب المواقف والأحكام على الأفراد والجماعات رغم بشاعته، إلا أن فيه جوانب إيجابية، ومنها أن الناس بدأت تتكشف لها الحقائق، وتتضح لها الصورة، وأصبحت تتعرف على معادن الناس، فتُميّز الأصيل من المزيّف.
تناقض الليبرالي
بعض الليبراليين يعيش حالة من التناقض لم تعد خافية على أحد. فهو يدعو إلى مبادئ كالحرية ثم يُحاربها! ويُشجع على الديموقراطية ثم يكفُر بنتائجها!!
فهؤلاء الليبراليون، لا يعترفون بنتائج أي انتخابات ديموقراطية إذا فاز بها الإسلاميون أو القريبون منهم!! ويسارعون إلى الطعن في نتائجها، وإثارة شبهة التزوير عليها، أو يقومون باتهام الناخبين بأنهم مغفلون أو مغيّبون أو عاطفيون، أو مخدوعون بالشعارات الدينية!
والعجيب من أمرهم، أنهم أحيانا لا يقفون عند إعلان عدم الرضا بالنتائج فقط، وإنما يكفرون بها، ويعملون على إلغائها بشتى الوسائل، حتى ولو كان بدعم الانقلابات العسكرية عليها!!
مثال آخر على ضيق الأفق عند بعض الليبراليين، هو محاربتهم للحملة القيمية التي قامت بها وزارة الأوقاف لتشجيع الفتيات على لبس الحجاب.
فرغم جمال شعار الحملة «حجابي به تحلو حياتي» والذي لا يطعن في دين أحد أو يسيء إلى أخلاقه، إلا أن بعض الليبراليين اعتبروا أن في هذه الحملة تقييد للحريات، ودعوة للتطرف والإرهاب الفكري، وبث لروح الفرقة بين أبناء المجتمع!!
وقد وصل الأمر ببعضهم إلى درجة تحريض المسؤولين على إيقافها!!
فأين شعارات الحرية المزعومة؟ وأين الدعوة إلى قبول الآخر؟ وأين مناداتكم إلى التعايش مع أصحاب الآراء والمعتقدات والأفكار المختلفة؟!
بعض الليبراليين يتهم أصحاب التوجّه الإسلامي بأنهم إقصائيون، بينما هو يمارس ذلك التصرف بكل تطرف!!

لا تنه عن خُلُقٍ وتأتي مثله
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

(المصدر: جريدة الراي الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى