بقلم د. سامي عامري
في بلد (الجوع) و(الخوف) وموت الشباب في البحر هربًا من الفقر، والبطالة، والعنوسة، والرشوة، وانحطاط المنظومة التعليمية المنافسة على المراتب الأخيرة في إفريقيا، وتسوّس المنظومة الصحيّة، وخراب المنظومة الإعلامية، وتآكل القدرة الشرائية “للمواطن”… في عين المأساة، تدور مشاريع الليبرالية في تونس حول إباحة الشذوذ الجنسي والترخيص لآلته الإعلامية، وتغيير القانون للسماح للمسلمة أن تتزوج غير مسلم، والمطالبة بتغيير نسب الأولاد من الأب إلى الأم معارضة لقوله تعالى: (ادعوهم لآبائهم)..
ليست تلك خصيصة تونسية، وإنما هي جوهر الليبرالية العربية.. قوم يدورون بين التفاهة والسفالة، ولن تجد لهم مكانًا في أدنى درجات العمل لإخراج الناس من جوعة البطن، فضلا عن تحقيق الرفاه أو إصلاح الأوضاع السياسية.. لا يختلف الليبراليون في تونس عن بقية ليبراليي العرب سوى في المساحات الفارغة التي تركها لهم أهل الحق ليعمروها بخرابهم.. وهي فتنة قد عمّت في كلّ بلد.. وصمت الصالحين وقودها..
قلت: لو كان الشيطان رجلًا، لكان ليبراليًا “معتدلًا”؛ فلا أظنه يملك مجاراة القوم سفالة تفاهتهم.. ولو كان الصمت عن الحق دينًا؛ لكان إبليس نبيّه.
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)