صدق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون قدمه اليمين المتطرف لحظر الأذان خلال ساعات الليل في مساجد القدس المحتلة والبلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، وسط نقاش صاخب خلال الجلسة.
وصوّت الكنيست اليوم الأربعاء لصالح مشروع القانون بأغلبية 55 عضوا ومعارضة 48، ويلزم لاحقا التصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة قبل أن يصبح قانونا ناجزا.
وكان أعضاء في اليمين المتطرف قدموا مشروع القانون قبل أشهر بزعم أن صوت الأذان يزعج الإسرائيليين في بلداتهم الواقعة قرب التجمعات السكانية الفلسطينية.
وينص مشروع القانون -الذي يحظى بدعم حكومة الاحتلال- على منع استخدام مكبرات الصوت للصلاة في الأماكن السكنية بالفترة ما بين الساعة 11 ليلا وحتى السابعة صباحا. ويفرض غرامة ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شيكل (ما بين 1300 و2600 دولار أميركي) على من يخرق هذا القانون.
وشهدت جلسة الكنيست صخبا كبيرا حيث طالب النواب العرب بسحب المشروع، وقاطعوا كلمات المؤيدين له.
فخلال تقديم المشروع من قبل عضو الكنيست من حزب “البيت اليهودي” اليميني موتي يوغيف، ردت النائبة العربية حنين الزعبي بهتاف “الله أكبر”.
ومن جهته، وصف رئيس القائمة العربية المشتركة النائب أيمن عودة مشروع القانون بالعنصري، وأنه “يندرج ضمن الملاحقة الممنهجة ضد المواطنين العرب وضد اللغة العربية وضد كل ما هو عربي” وقال “في حالة تمرير هذا القانون العنصري نحن نعلن أننا لن ننصاع له”.
وكان خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري قد أكد في وقت سابق أن الأذان في الإسلام شعيرة من شعائره وهو عبادة من العبادات، وسيبقى يصدح في سماء القدس إلى يوم القيامة، مشيرا إلى أنه “لا يجوز التدخل في الشؤون الدينية”.
يُشار إلى أن رفع الأذان في فلسطين ومدينة القدس المحتلة لم يتوقف منذ 1400عام، وفق المدير السابق لـ المسجد الأقصى ناجح بكيرات الذي ذكر أن الصحابي بلال بن رباح مؤذن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من صدح بالأذان في القدس، بعد أن فتحها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في العام الـ 15 للهجرة.