القره داغي يدعو طالبان لتشكيل حكومة تضم جميع الأفغان
دعا علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الثلاثاء، حركة طالبان لتشكيل حكومة مستقرة قائمة على الشورى تضم جميع مكونات الشعب الأفغاني، “حتى لا تتكرر المأساة”.
جاء ذلك في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني للاتحاد عن القره داغي، بعد يومين من سيطرة طالبان على أفغانستان، تزامنا مع انسحاب عسكري أمريكي مقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.
وتأتي سيطرة حركة طالبان رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ناتو” على مدى قرابة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
** موقف الاتحاد
وحول موقع الاتحاد، قال القره داغي، إنه “يبارك للأفغان ما تحقق لهم ومتفائل بالخطوات التي اتخذتها طالبان من الصفح والعفو، وعدم إراقة الدماء، والبدء بمرحلة جديدة يشارك في صنعها الجميع”.
وأضاف أن موقف الاتحاد يشمل “تهنئة طالبان والأفغان بإخراج المحتلين بجميع صنوفهم من أفغانستان، فهذا نصر عظيم، والحق أن انتصار الحركة في اتفاقيتها مع أمريكا بإخراج المحتلين فتح”.
وعانت أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
ووجه أمين عام الاتحاد “شكراً خاصاً لقطر التي هيأت لها أجواء المفاوضات حتى تحققت الاتفاقية”، وعلى “جهودها العظيمة التي تبذلها للوصول إلى حكومة انتقالية تعبر عن جميع الأفغان”.
وكانت قطر أدت دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
** مستقبل أفغانستان
وحول رؤية الاتحاد لمستقبل أفغانستان، حث القره داغي، طالبان على “إنهاء الحروب بشكل كامل”، و”إنشاء حكومة مستقرة قائمة على الشورى، تشمل جميع مكونات الشعب الأفغاني”.
ورحب بـ”انفتاح الحركة على جيرانها وعلى المجتمع الدولي”، مؤكدا أن “ذلك ضروري اليوم للاعتراف الدولي، والدعم الدولي والاستقرار الشامل في أفغانستان”.
وطالب القره داغي، “العالم وبخاصة العالم الإسلامي ألا يعاقبوا الشعب الأفغاني، ولا يعاملوا الحركة بناءً على ماضيها وتصرفات وأن يساهموا في إعادة إعمار أفغانستان”.
وحول التخوفات من ماضي الحركة، قال الأمين العام لـ”علماء المسلمين”: “للحركة بعض أخطاء سابقة في التعامل مع مكونات الشعب الأفغاني، لكن الذي يظهر أنها تغيرت وأظهرت مرونة واسعة”.
وأضاف: “نحن نتفاءل بأن الحركة ستقيم نظاماً سياسياً شورياً مرنا، ونظاماً اجتماعياً يستوعب الجميع، وتعاملاً مع المرأة وفق فقه الميزان”.
وعاد القره داغي مؤكدا أن “واجب الوقت هو السعي لتشكيل دولة عادلة قائمة على الشورى، قوية شاملة حتى لا تتكرر المأساة، وأن يستفاد من جهود الجميع رجالاً ونساءً، ومذاهب وأعرافاً دون الاستغناء من أحد تحت راية شريعة الله القائمة على الرحمة والعدل، واليسر”.
وفي ظل صمت يخيم على 16 دولة عربية، تنوعت مواقف 6 دول وكيانات عربية تجاه سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان والعاصمة كابل، بين التهنئة والدعوة للحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد، وسط مخاوف غربية وأممية من صعود الحركة.
المصدر: وكالة الأناضول