القره داغي: المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة الإسلامية تستدعي منا وقفة حقيقية
أكد الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الأمة الإسلامية اليوم تمر بمرحلة تعدّ من أخطر المراحل التي مرت بها من حيث حجم المؤامرات الداخلية والخارجية، مبيناً أن أخطر من ذلك كله هو أن هذه الفتن التي تحدث اليوم تطبق بأيدي العرب والمسلمين، وتمول بأموالهم، ولكن المستفيد الوحيد هو أعداء الإسلام، مما يستدعي وقفة حقيقية أمام هذا المشهد.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي” والذي انعقد على مدار يومين في المركز الثقافي الملكي بالمملكة الأردنية الهاشمية .
وأوضح الشيخ القره داغي أنه: “في خضم هذه المشاكل الكبرى التي تتعرض لها الأمة يتضخم دور الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها بسبب الظلم والاضطهاد والجرائم التي ارتكبت، فعاثت في الأض فساداً وتهلك الحرث والنسل”، مشيراً أن “هذه الجرائم قد ساهمت بشكل فعال في إنجاح المشروعات المعادية التي تريد لنا الانكماش والتفكيك الأكثر، ولأنفسهم التمدد والتوسع، ونسيان القضية الأولى القدس وفلسطين المحتلة، وفي زيادة الفقر والبطالة والتخلف والحرمان ناهيك عن ملايين المهجرين من سوريا والعراق وغيرهما دون أي رعاية تذكر”.
ووجه القره داغي ندائه قائلاً: “أوجه ندائي باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم عشرات الآلاف من العلماء والمفكرين إلى أمتنا الإسلامية مؤكداً على ما جاء في بلاغ مكة المكرمة الذي حمّل الجميع مسؤوليتهم عن الوضع الراهن أمام الله تعالى ، ثم الأجيال اللاحقة ، وأوجه صرخة الملهوف إلى قادة الأمة الإسلامية بالوحدة والاعتصام بحبل الله المتين، والإصلاح الشامل الذي يحقق العدل، ويصون الكرامة الإنسانية ، والأخذ بأسباب القوة وبذل كل ما يمكن بذله لخروج الأمة من هذه المحنة”.
وأشار الى أن مسؤولية العلماء كبيرة في البيان والصدع بالحق بالحكمة والموعظة الحسنة، والوقوف مع خط الأمة الوسط والمنهج الرباني بعيداً عن التحزب وإثارة الفتن.
وخاطب القره الداغي الشباب قائلاً: “أنتم وقود الأمة وقوتها ومستقبلها فلا يجوز صرفها في إضعاف الأمة وتشويه صورة دين الرحمة، فأرواحكم وشبابكم وأموالكم أمانة يجب صرفها فيما يريده الله تعالى، وعليكم الرجوع إلى العلماء الراسخين، والثقة بهم وترك المتعالمين وأمراء الفتنة”.