مقالاتمقالات مختارة

الفكر المستبد والثقافة الإقصائية

بقلم أ. عمار أحمد

المتابع لبعض نشطاء مواقع التواصل هذه الأيام يلحظ ظاهرة غريبة تحيط بهم وتسيطر عليهم، وهي ظاهرة الاستبداد الفكري، وتتمثل بوصف المخالف لهم بالرجعي والمتخلف والبدائي والهمجي ووووو، وتتمثل أيضا باحتقار مقزز للجماهير التي تبنت ثقافة دينية أو فضلت الاستماع لمخالفيهم، فكثيرا ما يتم وصف هذه الجماهير بعبارات: القطيع الضال .. والشعوب المغيبة .. والعقول المعطلة !!
ليصور أحدهم نفسه بأنه وحيد عصره وفريد دهره .. وأنه بُعث لتحرير العقل من سجنه والفكر من قيده،ونتيجة لهذه النظرة المتعالية لذواتهم يلحظ المتابع الاعتداد الكبير والغرور المتزايد بأنفسهم، مع الاستصغار والسخرية بالآخرين وبأفكارهم ومعتقداتهم .
فهم أصحاب العقول المحررة .. ونحن أصحاب العقول المقيدة
وهم أصحاب الفكر المستنير .. ونحن أصحاب الفكر الظلامي
هم أصحاب الرأي التقدمي .. ونحن أصحاب التراث الرجعي
هم يحركون عقولهم .. ونحن نجمدها ونعطلها
هم مجتهدون .. ونحن مقلدون
هم الاحرار .. ونحن القطيع
أي ثقافة مستبدة وفكر إقصائي يمتلكه هؤلاء الذين يزعمون أنفسهم متحررين .. للأسف إنها النسخة المحدثة من الإقطاعية والأرستقراطية .

(المصدر: صفحة أ. عمار أحمد على الفيسبوك)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى