مقالاتمقالات مختارة

الغوطة والقدس وصفقة القرن

بقلم أ. سيف الهاجري

(أطلب من قادة المنطقة سياسيين ورجال دين إسرائيليين وفلسطينيين مسيحيين ويهود ومسلمين أن ينضموا إلينا في السعي النبيل من أجل تحقيق السلام الدائم) الرئيس ترامب في خطاب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل https://goo.gl/kRtBFX

منذ قيام ثورة #الربيع_العربي على الأقل لم نرى هذا السلام الذي يدعو له الرئيس الأمريكي ترامب وبشر به في خطابه في قمة الرياض كما أكده عند إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل حين قال (وأكرر رسالتي التي قدمتها في القمة التاريخية والاستثنائية في السعودية بأن الشرق الأوسط منطقة غنية بالثقافة، والتاريخ، والروح. شعبه رائع، وفخور، ومتنوع، ومفعم بالحياة وقوي، لكن المستقبل الباهر الذي ينتظر هذه المنطقة يتم صدّه من قبل سفك الدماء، والتطرف والإرهاب) https://goo.gl/kRtBFX فبهذا الوصف لكل من يعارض مشروعه (صفقة القرن) حكم عليه ترامب وأصبح تحت طائلة التصنيف والملاحقة والعزل.

تدرك الإدارة الأمريكية ومؤسساتها بأن صفقة القرن لا يمكن تمريرها وثورة الشعب السوري مستمرة في منطقة الشام الذي يعد قلب المنظومة السياسية التي تحكم العالم العربي منذ إتفاقية سايكس بيكو إلى اليوم ، فإنهيار نظام الأسد وجيشه هو إنهيار للمنظومة العربية كما أكده الجنرال السيسي لوليد جنبلاط( أنظر مقابلة جنبلاط في برنامج المشهد على البي بي سي https://goo.gl/w5AoTz )

لذا جاءت الحملة المجرمة على #الغوطة لحماية العاصمة دمشق وتأمين بقاء نظام الأسد لحين القضاء على ثورة الشعب السوري عسكريا أو احتوائها سياسيا من خلال التسويات الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة ليبقى النظام الدولي بمجلس الأمن ومؤسساته هو المتحكم بالمشهد السياسي العربي وليتحقق للرئيس ترامب حلمه التاريخي في صفقة القرن.

فغوطة دمشق والقدس على خط واحد ليس من اليوم بل منذ دخل الجنرال البريطاني اللنبي القدس عام 1917م ودمشق عام 1918م ليعلن منها سيطرة الغرب النهائية على العالم العربي والإسلامي.

ادراك هذا الحقائق التاريخية والجيوسياسية وفهمها بأبعادها الدينية والسياسية في غاية الأهمية لقوى الثورة العربية الإسلامية التي تواجه هذا التداعي الأممي على الأمة وشعوبها وما المشهد السوري والفلسطيني اليوم إلا أحد أهم فصول الصراع التاريخي بين الأمة وأعدائها التاريخيين منذ واجههم النبي ﷺ معركة مؤتة إلى يومنا هذا في كل ساحات الثورة ليتجلى لنا ما أكده الله عز وجل في عداوتهم الدائمة ‏ ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ﴾

(المصدر: موقع أ. سيف الهاجري)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى