العالم الفقيه المحقق الشيخ الدكتور بكر بن عبد اللِه أبو زيد رحمه اللّه
1364-1429هـ = 1948 – 2008م
في 65 من عمره بالقياس إلى السنوات الهجريّة و 60 من عمره بالنسبة إلى الأعوام الميلادية، وافت المنيةُ العالمَ السعوديّ الجليل فضيلة الدكتور الشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد – رحمه الله – عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بمدينة الرياض يوم الثلاثاء: 28/ محرم 1429هـ الموافق 5/ فبراير 2008م . رحمه الله رحمةً راسعةً وأدخله جنة الفردوس . أُدِّيت عليه الصلاة بعد صلاة العشاء بمسجده بحي العقيق بالرياض في الليلة المتخللة بين الثلاثاء والأربعاء: 28-29/ محرم 1429هـ = 5-6/ فبراير 2008م .
ولد رحمه الله غرة ذي الحجة 1364هـ = 10/أكتوبر 1945م كان الشيخ ينتمي إلى قبيلة “بني زيد” وهي بطن من قبيلة قضاعة المعروفة. وكان من كبار العلماء الراسخين بالمملكة العربيّة السعوديّة ومن تلاميذ العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (المتوفى 27/1/1420هـ) وشغل مناصب كبيرة حكوميّة وغير حكوميّة. كان من خريجي كلية الشريعة بالرياض، عمل مديرًا عامًّا للمكتبة العامّة بالجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة ، كما وُلِّي القضاء بالمدينة المنورة، والإمامة والخطابة بالمسجد النبويّ الشريف، وكان وكيلاً لوزارة العدل في الفترة ما بين 1401هـ و 1413هـ، ثم عُيِّن بأمر ملكيّ عضوًا للجنة الدائمة للإفتاء وعضوًا في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة . وعمل فترة طويلة أستاذًا بالمعهد العالي للقضاء وكلية الشريعة إلى جانب عضويته برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة . وانتُدِب ممثلاً للمملكة العربيّة السعوديّة في مجلس مجمع الفقه الإسلاميّ الدوليّ ، ثم اختير رئيسًا له . وظلّ يحظى بثقة العلماء والمفكرين في المجمع وخارجه في العالم الإسلامي كلّه لصلاحه وتقواه ، وغزارة علمه ، وعلو منزلته ورسوخه في علوم الشريعة ؛ فظل يشغل هذا المنصب أكثر من عشرين عامًا، أدّى خلاله الدور الكبير نحو حسن الإدارة مما أكسبه احترام الجميع على اختلاف وجهات النظر، ولاسيّما لأنّه كان لثقوب نظره آثار جميلة على تطوير المجمع والتقدم بمسيرته ؛ حيث كان متعمقًا في فقه النوازل ، مُوَفِّقًا بين أحكام الشرع وحاجة العصر المستجدة .
كان الشيخ رحمه الله عالمًا صالحًا ، فقيها متعمقًا ، مفتيًا راسخًا ، داعيًا إلى الله مخلصًا بعلمه وعمله ، وحسن سيرته ، وطيب سريرته ، وجميل تعامله مع الناس بجميع قطاعاتهم ، فخلّف ذكرى عطرة لاتنسى ومثالاً يحتذى لعالم ربّانيّ متفتح العقل والفكر والواعي بالعصر وحاجاته ، والزمان ومتطلّباته .
وقد أَلَّف – رحمه الله – أكثر من ستين كتابًا في شتّى المواضيع الإسلاميّة من العقيدة والتفسير ، والحديث والفقه ، واللغة العربيّة ، والتأريخ الإسلاميّ ، وما إلى ذلك . ومُؤَلَّفَاته كلها تتّسم بالموضوعيّة ، وحسن التحقيق ، ودقة الدراسة ، وجمال الأسلوب ، وروعة الصياغة .
ومن كتبه
1- هجر المبتدع 2- تحريف النصوص من مأخذ أهل الأهواء في الاستدلال 3- تصنيف الناس بين الظن واليقين 4- براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة 5- الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان 6- المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية : تاريخها ومخاطرها 7- حراسة الفضيلة 8- حلية طالب العلم 9- فتوى جامعة في آداب العزاء الشرعية 10- أدب الهاتف 11- حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية 12- بطاقة الائتمان : حقيقتها البنكية التجارية وأحكامها الشرعيّة 13- المرابحة للآمر بالشراء 14- طرق الإنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي 15- أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء 16- حكم إثبات أول الشهر القمري وتوحيد الرؤية 17- خطاب الضمان 18- المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل 19- علماء الحنابلة 20- التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل في 3 مجلدات 21- طبقات النسّابين 22- فقه النوازل في 3 مجلدات 23- النظائر 24- معجم المناهي اللفظية 25- التقريب لعلوم ابن القيم 26- ابن قيم الجوزية : حياته، آثاره، موارده 27- الردود وهي مجموعة رسائله 28- معرفة النسخ والصحائف الحديثيّة 29- التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث .
إلى جانب رسائل كثيرة لطيفة جمعت في مجلدات ومجموعات .
وبفضله وصلاحه وعلمه الواسع كان مُحَبَّبًا بين العلماء وجميع الناس الذين عاشرهم أو عاملهم أو احتكّ بهم بشكل من الأشكال. كثّر الله أمثالَه ، ولا حرمنا أجره ، ولافتتنا بعده ، وأفاض علينا علومَه ، ووفّقنا لانتهاج منهجه في الدعوة والعمل ، والائتساء بسيرته وسيرة أمثاله من العلماء الصالحين .
* * *
(المصدر: مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند)