مقالاتمقالات مختارة

الصفحات الصهيونية “العربية”..محاولة لتحسين صورة الاحتلال

الصفحات الصهيونية “العربية”..محاولة لتحسين صورة الاحتلال

بقلم كارم الغرابلي

أثبتت دراسات الإعلام الحديثة أن من أقوى أنواع التأثير الإعلامي على جمهور آخر، التحدث بلسانه ولغته، حتى يتمكن من فهم الرسالة الإعلامية الموجهة إليه، وأخذ الانطباع المقصود عن محتوى الرسالة الإعلامية، لنشر وجهة نظر المرسل وآرائه وأفكاره وثقافته، والتأثير على المستقبل وهو الجمهور المستهدف.

لذلك يعمل الكيان الصهيوني بكل جدية على اختراق المجتمع الفلسطيني والعربي بوسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتشر في الفترة الأخيرة عدد كبير من وسائل الإعلام “الإسرائيلية” الناطقة بالعربية.

المتابع للشأن الصهيوني يعلم أن هذا الكمّ من الوسائل لم يكن وجوده مجرد صدفة، بل جاء ضمن مخطط وإستراتيجيات تعكس وجهة النظر “الإسرائيلية”، وآليات الدفاع عنها.

ويعتمد الإعلام “الصهيوني” الناطق باللغة العربية وسائل كثيرة ومتعددة، أهمها في وقتنا الحالي وسائل التواصل الاجتماعي :”فيس بوك” و “تويتر”، وغيرها، فعندما تتصفح المواقع الاجتماعية تظهر لك الصفحات المدسوسة؛ لتبث سمومها وكذبها، وتوصلها لك باستخدام الإعلان الممول.

أهداف ومآرب:

أيمن الرفاتي: تعد هذه الصفحات نوعاً من الحرب النفسية التي تقودها دولة الكيان ضد الفلسطينيين والعرب للتأثير على نمط تفكيرهم ومعنوياتهم ومعتقداتهم، إضافة لتشويه حركات المقاومة الفلسطينية، وحرف الشباب عن الاهتمام بقضاياهم الرئيسة والوطنية

الكاتب في الشأن الصهيوني “أيمن الرفاتي” قال لبصائر: “إن الصفحات الصهيونية تعتمد على فتح دردشات باسم الناطق باسم الجيش، مع الشبان الفلسطينيين والعرب بهدف الحصول على معلومات، وتمهيداً لتجنيد هؤلاء المستخدمين”.

وأضاف الرفاتي: “إن مثل هذه الصفحات لها عدة أهداف، منها تحسين صورة الاحتلال، وإظهاره بصورة مغايرة عن حقيقة ممارساته على الأرض، ومن ناحية أخرى، تهدف لجعل التواصل اليومي مع الاحتلال مباشراً، وبعيداً عن الجهات الرسمية، وهذا له هدف أمني خطير، يستغل للحصول على المعلومات عن العديد من الأشخاص وصولاً للإسقاط”.

ولفت إلى أن الاحتلال وأجهزته الأمنية يسعون بكل السبل لاستغلال حاجات الفلسطينيين، بهدف تحقيق غاياتهم الاستخبارية، ومن ضمن الأساليب جاءت صفحة “المنسق” التي تحاول التخفيف من هموم الأهالي في غزة، وكأنها تقول للفلسطينيين نحن عنوان إزالة همومكم، بدلاً من التسلل عبر الحدود، وهذا يظهر جلياً في إعلانها عن (10 آلاف) وظيفة للعمل في “إسرائيل” من سكان قطاع غزة.

وأشار الرفاتي إلى أن البعض يستسهل التواصل مع الصفحات الصهيونية، ويتبادل النكات والدردشة، والرد على منشوراتها على الفيس بوك، تحت ذرائع واهية، أقلّها الاستخفاف به، والضحك على ما يكتبه، وهنا تكون بداية الإسقاط.

وحذّرت أجهزة أمن المقاومة الفلسطينية في أوقات سابقة المواطنين من التعامل مع الناطق باسم الجيش؛ لما يشكله من خطر على أمن الجبهة الداخلية للمقاومة, داعية أبناء الشعب الفلسطيني والغيورين على المقاومة ومصالح الشعب الفلسطيني لضرورة حظره وصفحته بشكل عاجل.

وتتعدد أهداف وسائل الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية، لكنها تعد نوعاً من الحرب النفسية التي تقودها دولة الكيان ضد الفلسطينيين والعرب حسب الرفاتي؛ للتأثير على نمط تفكيرهم ومعنوياتهم ومعتقداتهم، إضافة لتشويه حركات المقاومة الفلسطينية، وحرف الشباب عن الاهتمام بقضاياهم الرئيسة والوطنية.

وأشار إلى أن الهدف “الإسرائيلي” الأسمى، هو خلق نوع من التقبّل لدولة الاحتلال في المنطقة الفلسطينية والعربية، والترويج للفكر اليهودي، ودراسة المجتمعات العربية، وزرع العملاء فيها.

ويعتبر موقع فيسبوك الأشهر بين مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين، الأمر الذي دفع الإعلام الإسرائيلي الناطق بالعربية للتوجه إلى فيسبوك وإنشاء صفحات عليه.

وينطبق على وسائل الإعلام الإسرائيلية الناطقة بالعربية نظريتا الإعلام:

الأولى- ترتيب الأولويات التي تصنف المواضيع المنشورة حسب أهميتها بالنسبة للجمهور المستهدف -أي الفلسطينيين- وتفترض هذه النظرية أن هذه الطريقة تؤثر بشكل مباشر على الرأي العام -الفلسطيني- وتجبره على التفكير في إطار المواد الإعلامية المنشورة.

الثانية- هي حارس البوابة الإعلامية، وتفترض هذه النظرية أن كل ما ينشر في وسائل الإعلام يمر من عدة بوابات، تقوم بدراسة شكل ومضمون المواد الإعلامية، وتفرض رقابة عليها، كـ(سلطة سياسية أو عسكرية أو إعلامية)، بناء على أفكار وأيديولوجيات القائم بالعملية الاتصالية، وهو الاحتلال في حالتنا هذه.

أدوات لغزو العالم العربي:

خالد صافي: هذه الصفحات هي واحدة من أدوات الدعاية الموجهة للجمهور في العالم العربي، ولا شك أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لن تترك ساحة الإعلام الجديد فارغة، وبدأت ببث دعايتها من خلالها

المختص في شبكات التواصل الاجتماعي “أ.خالد صافي” قال لـ”بصائر”: “هذه الصفحات هي واحدة من أدوات الدعاية الموجهة للجمهور في العالم العربي، ولا شك أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لن تترك ساحة الإعلام الجديد فارغة، وبدأت ببث دعايتها من خلالها”.

وأضاف “صافي” : “إن الصفحات الصهيونية تطبيعية بالدرجة الأولى، وتحاول التغلغل في المجتمع الفلسطيني والعربي، ودولة الكيان مهتمة بتحسين صورتها أمام العرب، وبث دعايتها لهم، وهي تُجدد هذه الأدوات على الدوام”.

وتابع: “نسبة كبيرة من الشباب العربي يدفعهم الفضول للدخول إلى الصفحات الإسرائيلية؛ ليعرفوا ماذا يفعل الجانب الآخر -مشيراً إلى- أن الحملات التي يقوم بها النشطاء والمغردين تأتي بشكل عكسي، وتقوم بإشهار هذه الصفحات والحسابات، وتجعل الناس يتابعونها، بدلاً من أن يبتعدوا عنها، وذلك يأتي بمردود سلبي”.

ونوّه الخبير في مجال شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن نسبة كبيرة من المعلقين على الصفحات الإسرائيلية هم من وحدة (82000) لواء إلكتروني لجيش العدو، وهم بأسماء عربية، ونشاطهم على صفحاتهم كعرب؛ لإيهام المعلقين بأن هناك شريحة عرب يدعمون كيان المسخ، ولإيجاد تفاعل على الصفحات.

توصيات:

وحول كيفية التعامل مع هذه الصفحات، أكد الخبيران على ضرورة استحضار أن من يقف خلف هذه الصفحات عدو لايريد الخير لشعبنا، ويسعى لاستغلال الشبان لعدة أهداف، أبرزها الإسقاط، وتجميله صورة الاحتلال الغاصب لأرضنا.

وأوصى الخبيران بضرورة التعامل مع هذه الصفحات بحذر شديد؛ لأن من يتعامل معها يوضع موضع الدراسة لدى الجهات الأمنية الصهيونية، فيتم دراسة صفحته على مواقع التواصل، ودراسة شخصيته، ومن ثم البحث عن مدخل له؛ لإسقاطه أو ابتزازه.

المطلوب هو عدم التعامل مع هذه الصفحات، وتجنب الإعجاب بها، أو المشاركة فيها؛ لأن ذلك يشجع الآخرين على التفاعل معها، وبالتالي تحقيق هدف هذه الصفحات

وقالا : “المطلوب هو عدم التعامل مع هذه الصفحات، وتجنب الإعجاب بها، أو المشاركة فيها؛ لأن ذلك يشجع الآخرين على التفاعل معها، وبالتالي تحقيق هدف هذه الصفحات”.

وأكدا على ضرورة توعية المواطنين بخطورة هذه الصفحات بشكل دائم؛ كي لا يتفاعلوا معها، ويزداد النشاط عليها، وبالتالي حينما يشاهدها العرب يتشجعون للتطبيع مع الاحتلال والكيان الغاصب.

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى