مقالاتمقالات مختارة

الشيخ عبد الحي يوسف ينعى الشيخ الصادق عبد الله الماجد .. أحد قادة العمل الإسلامي في السودان

بقلم الشيخ عبد الحي يوسف
رحمة الله وبركاته على الشيخ الجليل والوالد النبيل الصادق عبد الله عبد الماجد، اللهم ارفع درجته في عليين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم أفسح له في قبره، ونوِّر له فيه
يصدق فيه قول القائل:
ترى الرجل النحيف فتزدريه… وحشو ثيابه أسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه… فيخلف ظنك الرجل الطرير
قد كان – رحمه الله – أسداً هصوراً، وبطلاً ضرغاماً في وجه الظلم والظالمين، وجهر بالحق في قضايا سكت فيها كثيرون، وقد عانى رحمه الله من السجن في فترات من حياته؛ فكان مثالاً في الصبر والجلد والرضا بقضاء الله وقدره
كان في عفة طُعمته وصدق حديثه وسلامة منطقه وزهده في الدنيا وإنصافه لخصومه وقناعته بالقليل أسوة حسنة وقدوة صالحة
لما بعث إليه الرئيس النميري – رحمه الله – بعد دوال دولته بمن يطلب عفوه عن بطشه به في بعض سنيِّ حكمه لم يتردد رحمه الله في ذلك، بل بعث إليه بالتحيات الطيبات، ولما عاد النميري ذهب إليه زائراً مسلِّما في وفد من قيادات الإخوان المسلمين
لم يُعرف عنه – رحمه الله – أنه يحمل حقداً أو ضغينة، بل طهارة قلبه وسلامة صدره يشهد بهما جميع من خالطه؛ فما كان يلقى الناس إلا هاشّا باشّا ودودا، يُقبل على الجميع ويستقبل الجميع
تلقى دعوة الإخوان على رعيلها الأول على أيام طلبه العلم بمصر، فكان سمته ودلُّه ومنطقه، كل ذلك يشي بشخصية إسلامية متوازنة معطاءة لا تعرف كللاً ولا مِلالا ولا سآمة في نصرة الحق وأهله
على تقصيري في حقه وانقطاعي عنه وقلة زيارتي له ما أذكر – والله – يوماً أنه لقيني عابساً ولا مفنِّداً، بل كان يبادر بالاعتذار أنه ما زارني في أمر كذا أو ما هنأني في أمر كذا، رغم كوني بحساب العمر أحد أبنائه، وبحساب الخبرة والتجربة أحد تلاميذه
ما دعي رحمه الله لعمل إسلامي جماعي إلا كان مبادرا، ولا علم بمبادرة لجمع الشمل ولمِّ الشعث إلا وجدته مباركا، ولرأيه الصائب باذلا
أحسبه – والله حسيبه – ممن طال عمره وحسن عمله، وقد أجرى الله ألسنة الناس بالثناء عليه، جعل الله الفردوس متقلبه ومثواه، وجمعنا به في دار كرامته
التعازي لرفقاء الدرب وزملاء المسيرة من أترابه وإخوانه وزملائه وخِلّانه، خاصة أستاذي الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، جبر الله كسركم وعظم أجركم وأحسن عزاءكم
كان يدعو إلى الله تعالى بلسان حاله قبل مقاله، وبالقدوة الحسنة قبل الموعظة الحسنة؛ فكان يترك أثرا صالحاً في نفس من خالطه أو جالسه أو صاحبه
التعزية لحرمه الفضلى الوالدة الكريمة والأم الرؤوم، أسأل الله تعالى أن يجمعها به في فسيح جنته بعد طول عمر وصلاح عمل
كم كنت أرجو أن أشرف بالصلاة عليه مع جموع المسلمين، لكن حيل بيني وبين ما أشتهي، لكن العزاء أن الدعاء ينفع الله به الميت حيث كان الداعي، ولعل وفاته – رحمه الله – ليلة الجمعة بشرى خير إن شاء الله
#وفاة_الشيخ_الصادق_عبدالله_عبدالماجد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى