مقالاتمقالات المنتدى

الشيخ أبو إسحاق الحويني مثال التسامح

الشيخ أبو إسحاق الحويني مثال التسامح

بقلم د. بشير المساري( خاص بالمنتدى)

عاش الشيخ أبو إسحاق الحويني رحمه الله في المدرسة السلفية ومات وهو يرى نفسه كذلك لكنه فقيد كل المسلمين ولا أحد يتذكر إلا أنه كان عالما مسلما محدثا منافحا عن دين الله وكفى.
فلاينشغل قط بتصنيف العلماء العاملين بقانون المعية والضدية إلا من انحرفت بوصلته وصار انتماؤه التأطيري هو المركز والإسلام والأخوة الدينية هي الأطراف فيقيس الناس بعدا وقربا من مركز انتمائه لا من قربهم وبعدهم من الهوية الجامعة وهي الإسلام .

وقديما مرت المدارس الفقهية الأربعة بنفس غلو اليوم من بعض السلف في التعصب والإعتداد بالفرز المذهبي رسميا وشعبيا حتى صار المذهب جزءا من تعريف الشخص فيقال فلان بن فلان الشافعي أو الحنبلي..الخ وربما صلى أتباع كل مذهب في المسجد الواحد جماعة في زاوية من جماعة الآخر ثم صار الناس لايعبؤون قط بنوع المذهب بقدر ما يعبأون بالعنوان الجامع للمسلمين الذي هو الاسلام شعار الأنبياء (وأمرت أن أكون من المسلمين) وكفى به نسبا ومدعا لكل فخر.

إن التنوع حاجة حياتية ولازمة بشرية لايمكن تصور الحياة ولا الفكر بدونها فلا ما يدعو للتنابذ والتنافي وإلغاء أهل الملة الواحدة لبعضهم البعض (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

فرحم الله فقيد الأمة الشيخ الحويني الذي شغل مساحة واسعة من دائرة العلم ومنابرة ومحاريبه وجزاه الله بقدر ما قدم للإسلام والمسلمين وأنزله منازل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

إقرأ أيضا:رحيل الكبار سراجٌ للسالكين والأبرار

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى