مقالاتمقالات المنتدى

الشرق الأوسط الجديد قيد التنفيذ

الشرق الأوسط الجديد قيد التنفيذ

 

بقلم د. سلمان السعودي (خاص بالمنتدى)

 

✍ إن ما يحدث في قطاع غزة من إبادة ليس أمرا عبثيا، بل هي خطوة عملية لتنفيذ مخطط الشرق أوسط الجديد الذي أعلنته كندريزا رايز، وزيرة الخارجة الأمريكية، وإن أهم المعطيات والبرهين على ذلك:

أولا: ضمان أمريكي صهيوني لصمت العرب بعد أن زجت المنظمة الصهيوني أهم الدول العربية والتي تعتبر اللاعب الرئيس في المنطقة في مستنقع التطبيع مع دولة الاحتلال، وسحب الاعتراف منهم بحق دولة الاحتلال بحقها في فلسطين، وحق الدفاع عن النفس، واتهام حركات التحرر الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالإرهاب، كما جاء أخيرا على لسان الأمين العام للجامعة العربية، في مؤتمر السلام الذي انعقد أخيرا في القاهرة.

ثانيا: الذي يقود المعركة القائمة حاليا ضد “طوفان الأقصى” هي: أمريكيا، وهي المتصدر الرئيس للحرب، ومعها حلفاؤها من بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والصمت العربي.

ثالثا: انتشار قوات التحالف، وعلى رأسها القوات الأمريكية، وتحرك الأساطيل والبوارج الحربية وحاملات الطائرات وخاصة في البحر المتوسط، ووصول (53) طائرة أمريكية لمطار الكيان الصهيوني تحمل عربات، ومدرعات، وصواريخ، وذخائر دعما لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

رابعا: حضور الرئيس الأمريكي ورئيس وزرائه جلسات “الكابانيت” مجالس الحرب الإسرائيلية والمشاركة والتأيد المطلق لإبادة قطاع غزة، وتهجير من يتبقى من أهله إلى سيناء، للتفرغ لتهجير الضفة الغربية للأردن، وإنهاء القضية الفلسطينية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

خامسا: توافد زعماء التحالف لبناء شرق أوسط جديد برؤية أمريكية ينهي الصراع بين العرب المسلمين والمنظمة الصهيوصليبية، والتي تترأسها الماسونية العالمية، وإعلانهم دون تحفظ وعلى الملأ دعمهم لدولة الاحتلال بكل إمكانياتهم العسكرية والمالية واللوجستية، وإعلانهم دون خجل، وبكل وقاحة، بل بفخر انهم يزورون دولة الاحتلال بصفتهم يهود وأعضاء في المنظمة الصهيونية.

سادسا: تحكم أمريكا بمجلس الأمن، واتخاذ قرار بعدم وقف الهجمات الإجرامية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وتدمير مساكنهم وملاجئ الإيواء من مدارس ومساجد وكنائس ومستشفيات فوق رؤوسهم، والقيام بمجازر جماعية معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة.

سابعا: تكرار رفض بايدن الرئيس الأمريكي ما يسمونه “وقف اطلاق النار” وفي حقيقته جرائم حرب، وضرب كل القوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن، والأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، وقرارات جنيف، والعهد الأول والثاني، بعرض الحائط، غير آبه ب (57) دولة عربية وإسلامية، لأنه يتخذ قراره من وسط الصمت العربي والإسلامي، ومصالح دول الاتحاد الأوروبي والغربي.

ثامنا: أما لماذا تصب أمريكا، ودولة الاحتلال جم غضبهم وإجرامهم ضد قطاع غزة، فذلك لأنهم يعلمون علم اليقين مكانة هذا القطاع تاريخيا، وجغرافيا، وحضاريا، على انه القلعة الأقوى تحصنا، والمتحدية لكل الغزاة على مر التاريخ من قبل الميلاد، وهذه البقعة التي تساوي ( 365 ) كلم مربع هي التي تقف بكل إيمان وعزيمة في وجه الاحتلال لأنها الأقوى عربيا وإسلاميا، لأن أهلها يعيشون بين أحرف سورة الإسراء، وسورة الأنفال، وما من شبر فيه إلا وقد ارتوى بدماء الشهداء والجرحى  فباعوا أنفسهم لله تعالى وعاهدوا الله والأمة على الحفاظ على فلسطين والمقدسات، أو الشهادة دونها، ولهذا تكالبت دول الكفر والإجرام وجمعوا قوتهم من آلات الحرب، والبوارج البحرية، وملأوا السماء، والبحر، والبر  بقوتهم العسكرية وأعدوا ما يستطيعون من قوة ضد هذا البقعة الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة على خريطة العالم.

ولكن نقول لهم وبكل إيمان: إن قواتكم الجوية، والبحرية، والبرية، نحن على يقين أنها تحت عرش الله صاحب الاسم الأعظم، الجبار الذي لا يعلو جبروته جبروت، فهي لا تخيفنا، فإن قتلنا فهذا فضل من الله أن اختارنا شهداء، وإن انتصرنا، فهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”.

#طوفان_ الأقصى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى