مقالاتمقالات المنتدى

الذّكرى السّادسة والسّبعين لنكبة شعب فلسطين!

الذّكرى السّادسة والسّبعين لنكبة شعب فلسطين!

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

يحيي الشّعب الفلسطينيّ في الدّاخل والشّتات هذا اليوم الأربعاء منتصف مايو أيّار الذّكرى السّادسة والسّبعين للنّكبة في فلسطين سنة 1948م وبهذه المناسبة نقول: ينبغي أن نركّز في هذه الذّكری على هاتين النّقطتين: الأولى: انّ فلسطين ليست موقعا وقرى ومدنا فقط فهذا القول شاذّ وغلط بل هو في غاية الشّطط لأنّ أرض المحشر والمنشر دين وقيم ووطن على مرّ الزّمن وهي قضيّة كلّ مؤمن حرّ فطن وخاب واللّه وخسر من حصرها في هذا الشّعب أو توسّع فجعلها قضيّة لأمّة العرب ويجب على كلّ من رضي باللّه تعالى ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد ﷺ نبيّا ورسولا أن يعتبرها قضيّته الكبرى لأنّ فيها المسجد الأقصى قبلته الأولى وإليها تمّت رحلة الإسراء الشّريف ومن هناك كان المعراج المنيف فمن لم يحزن لنكبتها ولم يحمل همّها ولم يحاول نصرتها فهو مقصّر آثم وجبان ظالم ومن قال: إنّ المسجد الأقصى المبارك ليس بفلسطين وهو مكان عبادة للغاصبين فقد فقد عقله بل ارتدّ والعياذ باللّه عن هذا الدّين! ومن المعلوم أيّها المؤمنون أنّ جنسيّة كلّ مسلم عقيدته في أيّ زمان أو مجال أو مكان وأنّ ولاءه لمولانا ربّ العالمين ثمّ لنبيّنا الأمين ﷺ ثمّ لأمّة الموحّدين وليس لليسار أو اليمين! ويجب على من ينتمي للمسلمين نصرة هذا الدّين ومدّ يد العون للمرابطين ومعلوم أيّها المباركون أنّ أبا طالب الهاشميّ لم يشفع له نسبه وحسبه وحبّه ولا دفاعه عن خاتم النّبيّين ﷺ من الخلود الأبديّ في نار جهنّم! النّقطة الثّانية: يجب أن لا يغيب عن بال أولي العزم من الرّجال وربّات الحجال والفتيان والعوامّ والأشبال بأيّ حال أنّ هناك نكبة كبرى مادّيّة ونكبة صغرى معنويّة فالنّكبة الكبرى أي: عدم التّحاكم إلی هذا الدّين أدّت لوقوع النّكبة الصّغری أي ضياع بلادنا فلسطين لقد فتح الإسلام (أولی القبلتين) ثمّ حرّرها من الصّليبيّين ولا تعود لنا إلا بهذا الدّين وعلى فرض أنّها تحرّرت بغير دين الإسلام فلا فرق حينئذ بين طاغوت عربيّ وأجنبيّ لأنّ الأرض أرض اللّه والنّاس عباد اللّه ويجب على كلّ من يعيش في بلاد اللّه ويأكل من خيرات اللّه أن يتحاكم إلى شريعة اللّه وإلا فليتّخذ ربّا سواه ونحن قوم أعزّنا اللّه بالإسلام ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا اللّه! إنّنا نقول لكلّ من يحتفظ بمفتاح بيته من اللاجئين لن ترجع إلی منزلك بفلسطين إلا تحت راية القرآن الكريم! قال ربّنا أحكم الحاكمين: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فكونوا عباد اللّه مؤمنين ثمّ انتظروا الفرج والفوز المبين من ربّ العالمين! باختصار: شعبنا المغوار عصيّ علی الانكسار بهذه الديار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى