تقارير وإضاءات

الدعوة بإفريقيا….ثمار بعد جهود وتضحيات

إعداد د. زياد الشامي

الإسلام دين عالمي ورسالة خاتم الأنبياء والمرسلين لم تكن لقريش أو العرب خاصة بل عامة لكافة الخلق أجمعين بنص القرآن الكريم قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سبأ/28

واجب نشر دين الله الحق بين الناس وفريضة إيصال كلمة التوحيد إلى أقصى بقاع الأرض والسعي لإخراج الناس من ظلمات الوثنية والجهل بالله تعالى إلى نور التوحيد و إفراده سبحانه وحده بالعبادة والطاعة……تفيض به آيات كتاب الله تعالى وسنة وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .

لم يكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتهي من إرساء رسالة الإسلام ونشرها في شبه الجزيرة العربية حتى أرسل رسله إلى القوى الكبرى والدول المجاورة في عهده وأشهرهما الامبراطورية الساسانية والبيزنطية , ليكمل الصحابة الكرام مشوار نشر الإسلام في ربوع الأرض قاطبة حتى أوصلوا نوره وهداه إلى أواسط أوروبا وحتى جدار الصين شرقا , واستشهد الكثير منهم ودفن هنا وهناك من تلك البقاع القاصية لتكون قبوهم خير شاهد على جهودهم الدعوية وحرصهم على نشر دين الله في الآفاق .

لم تتوقف مسيرة نشر الإسلام بعد عهد الصحابة الكرام بل استمرت جهود المخلصين من أبناء الأمة في إخراج الناس من الظلمات إلى النور حتى وقتنا الحاضر في معظم قارات العالم وخصوصا القارة السمراء .

ثمار جهود المؤسسات والهيئات والأفراد الدعوية في دول القارة الإفريقية آتت أكلها وأثمرت ثمارا يانعة , فما زالت الأخبار تتوالى من هناك بدخول أفواج جديدة في دين الله الحق واعتناق مجموعات  كبيرة الإسلام , إلا أن تلك الثمار لم تكن بطبيعة الحال دون ثمن وتضحيات .

آخر أخبار تلك الثمار اليانعة كانت من دولة “توجو” التي سيَّرت إليها “مؤسَّسة رسالة التَّنمية” – تحت إشراف الدَّاعية “عادل الشَّعراويِّ” – عددًا من القوافل الدَّعويَّة التي جابت 8 قرى في إقليم “كارا” الذي يقع في شمال “توجو”، وذلك بالتنسيق مع أمراء القرى والمناطق الوثنيَّة الأمر الذي أسفر عن دخول أكثر من 400 شخص في الإسلام .

القافلة الدَّعويَّة الأولى بدأت بزيارة لقرية “برتي” التي يبلغ عدد سكَّانها 305 مواطنين ولم يكن بها فرد واحد مسلم قبل الزيارة ليسلم من بينهم بعد تعريفهم بالإسلام وتعاليمه 75 رجلًا وامرأةً.

أما الزِّيارة الثَّانية فكانت إلى قرية “سوطو” التي يقطن بها 400 فرد أسلم منهم بعد الزِّيارة 95 شخصًا، وسيتمُّ بناء مسجد لهم بالقرية على نفقة “مؤسَّسة رسالة التَّنمية”؛ مساهَمة منها في توفير أهمِّ احتياجاتهم لتثبيتهم على الإسلام.

وفي قرية “جويو” أشهر 128 شخصًا إسلامهم من أصل 500 فرد يسكنون بالقرية بحسب شبكة الألوكة , كما أسلم 72 مواطنًا من قرية “كاوا” بعد زيارة قامت بها المؤسَّسة إليها ، بالإضافة إلى إسلام 238 رجلًا وامرأةً في قرية “كامير”، و25 شخصًا بقرية “ككندي”، و31 فردًا في قرية “إنتم” التي يسكن بها 500 مواطن، بالإضافة إلى 35 شخصًا في قرية “إمبمتا”.

مؤسَّسة رسالة التَّنمية تعهَّدتْ بحفر بئر للمياه في كلِّ قرية من هذه القرى لتخفيف مُعانات الناس في الحصول على احتياجاتهم من المياه، كما ستقُوم الجمعيَّة ببناء مسجد صغير، مع تعيين إمام داعية في كلِّ قرية لتعليم المسلمين الجُدُد كيفيَّة أداء العبادات.

لا شك أن جهودا عظيمة بُذلت وتضحيات جمة قُدمت قبل أن ترى ثمار الدعوة في إفريقيا النور , ولعل أشهر وأبرز من يستحق أن يذكر في مقدمة المضحين بماله و وقته وعلمه و صحته في سبيل نشر دين الله الحق في دول القارة السمراء هو الشيخ عبد الرحمن السميط الذي قضى 29 عاما من حياته في الدعوة إلى الله والقيام بالأعمال الخيرية في إفريقيا وكان سببا في دخول الملايين في دين الله الإسلام .

وإذا كان الشيخ السميط قد تعرَّض لأكثر من محاولة اغتيال فاشلة بسبب نشاطه الدعوي بالقارة الإفريقية فإن هناك من الدعاة من طالته يد الغدر واستهدفته القوى المعادية لانتشار دين الله الحق في القارة السمراء لعل أبرزهم : الشيخان الكويتيان د. وليد العلي وفهد الحسيني اللذان استشهدا منذ شهور في الهجوم “الإرهابي” الذي نفذه مسلحون أثناء تواجدهم في مهمة دعوية في عاصمة بوركينافاسو “واغادوغو” .

ومنذ أيام اغتال مسلحون الداعية السعودي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري في شرق غينيا خلال تواجده قرية “كانتيبالاندوغو” الواقعة بين كانكان كبرى مدن المنطقة ومدينة كرواني حيث كان مشاركا في بعثة دعوية وخيرية لبناء مساجد في منطقة غينيا العليا المحاذية لمالي وساحل العاج .

(المصدر: موقع المسلم)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى