الدعوة إلى تجديد الفقه
بقلم أ. د. أيمن صالح
الدعوة إلى تجديد الفقه لا تعني الحكم ضمنا على الفقه القديم بعدم الصلاحية، أو على الفقهاء الأقدمين بعدم الرسوخ لا سمح الله، كما يظن بعض من يحاربون دعوات التجديد، بل نقول: الفقه برمته كان صالحا في زمن إنشائه، لكن جوانب منه لم تعد صالحة الآن لابتنائها على عوامل متغيرة مرتبطة بالزمان والمكان.
فتجديد الفقه ما هو إلا تخليصه من العوالق التاريخية المتغيرة ليكون أكثر مناسبة لحاجات العصر وتحدياته ومصالحه. وهو أمر ليس بالهين لأن ابتناء الأحكام الفقهية القديمة على عوامل متغيرة لا يكون واضحا في كثير من الأحيان.
فمثلا الفقهاء قديما حددوا مسافة السفر المبيح للفطر في رمضان بأربعة بُرُد (85كم) لأن تلك المسافة كانت مظنة للمشقة في زمنهم (تشتمل على المشقة غالبا)، أما الآن فهي لم تعد كذلك فوجب أن يتغير الاجتهاد.
ومثلا الفقهاء قديما لم يوجبوا نفقة علاج الزوجة على الزوج لأن التداوي في زمنهم لم يكن بالأهمية والدقة والمكانة التي هو عليها الآن في عصرنا فلم يعتبروه من الحاجات الأساسية التي ينبغي أن تشملها النفقة. وهذا تغيّر الآن فوجب أن يتغيّر الحكم.
(المصدر: قناة د. وصفي عاشور أبو زيد على التيليجرام)
الخميس 13 رجب 1442هـ 25-2-2021م
361 دقيقة واحدة