مقالات مختارة

الدراما والدين

بقلم د. مالك الأحمد – موقع الأمة

ما الموقف من الدين وكيفية معالجته من خلال الأفلام العالمية (الأمريكية خصوصا)؟

لابد من التأكيد ابتداءً أن الدراما (الأفلام خصوصا) لها قدرة هائلة على توجيه الأفكار وتغيير المفاهيم وبناء الاتجاهات وتحديد الرؤية في الكثير من المجالات

الأفلام بحكم القوة البصرية، والحبكة القصصية، تساهم، وبقوة بصياغة ما يسمى “العقل الجمعي” وتوجيه اهتمامات الناس تجاه قضايا محددة أو جهات أو أديان.

للفيلم قدرة احترافية في الخداع في الجانب النفسي وحتى العقلي بالذات مع المؤثرات الفنية العالية وبالتالي القدرة على زعزعة الدين في النفوس.

من آثار الأفلام التحفيز على التقليد (وكثيرا ما يكون في جانبه السلبي) والأمر ليس قاصرا على الأطفال بل حتى الناشئة وبعض الكبار.

ينتشر في الأفلام اليوم الترويج للإلحاد والتحبيب بالنصرانية وتسويق اليهود، كأشخاص، وإسرائيل كدولة، فضلا عن تشويه الإسلام والمسلمين.

يتباين موقف الأفلام تجاه الدين: – محايد ليس للدين حضور..  لا ايجابي ولا سلبي

– ينحو باتجاه الإلحاد من خلال إظهار صراع الآلهة وعرض الديانات الوثنية

– يظهر دور الدين الإيجابي في المجتمع وهذا نادر

– يتبنى النصرانية (ليست أفلام تنصيرية) من خلال الترويج لرموزها وشخصياتها وكنائسها وصلبانها بشكل غير مباشر يقع في القلب ويحبب في النصرانية

– يتبنى اليهودية من خلال الترويج لليهود كشعب مظلوم وما يحملونه من قيم دينية او الترويج للبطولات اليهودية في التاريخ المعاصر

– يساوي بين الأديان السماوية والوثنية مثل البوذية والهندوسية

– يروج للعلمانية بشكل عام وان الدين ينبغي ألا يأخذ حيزا من حياة الناس

– يمجد البوذية وطقوسها ورهبانها وعظمائه (الأفلام الصينية والآسيوية)

– يروج للهندوسية (الكثير من الأفلام الهندية) وأنها جزء من النسيج الاجتماعي

– يكسر فكرة القداسة للدين والأنبياء

– يقلل من قيمة الخالق ولا مانع من عرض “صراع الآلهة ” أو الصراع بين الخالق والشيطان أو البشر!

– إضعاف حالة التدين بشكل عام من خلال الترويج للشهوات والإباحية والانحلال الأخلاقي

– إلباس الإنسان قوة هائلة يستغني بها عن أي خالق خارج عالمه

الموقف من الدين غالبا سلبي، والقليل يروج للديانات المنحرفة، فضلا عن الموقف السلبي من الإسلام.. قد لا يكون فيلم بالكامل بل قد يكون من خلال حوار عابر أو مشهد سريع فحسب.

The Last Temptation of Christ 1988 يعرض المسيح كإنسان ذو شهوات ويقع في الزنا مع عاهرة أحبها! ضمن صيغة إسقاط الأنبياء توطئة لإسقاط الدين

Constantine 2005 الصراع بين الخالق وإبليس

Dogma 1999 يصف الخالق بأنه أنثى

Truman Show 1998وكذا the wizard of oz فيه سخرية وانتقاص من الخالق

Chocolat 2000 فيلم اجتماعي عاطفي فيه هذا الحوار بين رجل وامرأة :

هو : نحن متزوجون في نظر الخالق

هي : إذن لابد أن يكون الخالق أعمى (في تهكم واضح !)

الكثير من الأفلام تقوم بتصوير الوجود والحياة بمظهر العبثية والعدمية وتشجع على الانحلال الأخلاقي وتروج لنظرية دارون الإلحادية لإسقاط الدين

المسلمون بما يحملونه من فكر ورؤية صحيحة للحياة منبثقة من الإسلام مطالبون بتسخير الأفلام والاستفادة منها لإعادة الناس إلى حضيرة الدين الحق

الدراما من الوسائل المهمة للوصول إلى الشعوب والتأثير فيهم دينيا.. ونحن أولى من غيرنا في استخدام هذه الوسائل وتجربة فيلم الرسالة تحتاج أن تستنسخ عديد من المرات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى