الحوثي أم الإسلاميون؟!
بقلم الشيخ: أنور قاسم الخضري (خاص بالمنتدى)
عودتني الأحداث في منافقي العرب أن اقرأ الأخبار المطمئنة في غير اتِّجاهها المعلن، إذ هذا ما ألفناه مع منافقي العرب منذ أعلن عبدالله بن أبي ابن سلول إسلامه في المدينة.
وفي هذا الإطار فإنَّ الحديث عن قيام مصر بتكثيف استعداداتها لتنفيذ عملية عسكرية ضدَّ الحوثيين في اليمن، وأنَّها تُجرى تحضيرات واسعة تشمل عمليَّات قصف جوي، حسب تقرير للقناة 14 العبرية؛ وأنَّ هذه الاستعدادات تأتي في ظلِّ المخاوف المتزايدة بشأن تهديد أمن التجارة الدولية عبر البحر الأحمر، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في إيرادات قناة السويس التي تقدَّر بحوالي (7) مليارات دولار، لا يبشِّر بخير.
فتوقيت قيام مصر بهذه المهمَّة بعد نجاح الثوَّار السوريين بقلب المعادلة في الشام، وفي حالة الانتشاء التي عادت للمنطقة عمومًا بربيع عربي جديد، خصوصًا في ظلِّ الهجمة الإعلامية الضخمة تجاه قادة سوريا بعد زوال نظام الأسد، وقلق إسرائيل والمجتمع الغربي مِن مدٍّ إسلامي جديد، جاءت وفودها للإعلان عن مخاوفهم تجاهه بكلِّ صراحة وجرأة.
ومهما يقال حول ضغوط خارجية على مصر بهذا الشأن، ورعاية حكومة مصر للمصالح الوطنية التي تدفعها للمشاركة بشكل أكثر فعالية في الصراع الجاري في اليمن، لا يمكن فصل المشهد عمَّا بدت دول المنطقة -إيَّاها- تظهر مخاوفها مِنه. كما أنَّ قيام مصر بإجراء تدريبات مكثَّفة في الصحراء الليبية لضمان جاهزية طائراتها الحربية وقوَّاتها الخاصَّة، يعني أنَّ الأمر تدخُّل مباشر أكثر مِنه قصف لمواقع الحوثيين، وهو ما لا يتطلَّبه الواقع اليمني، إلَّا إذا كان استباقًا لأيِّ تحرُّك إسلامي في اليمن.
على اليمنيين أن يرفضوا أيَّ تدخُّل خارجي في اليمن، على الصعيد الإقليمي والدولي، وألَّا يعطوا مبرِّرًا لأيِّ طرف تحت أيِّ غطاء للدخول، فلا يمكن استبدال التدخُّل الإيراني بأيِّ تدخل عربي، وقد كانت تجربة “التحالف العربي” كافية خلال عشر سنوات مِن الفشل والتآمر والكيد.
على صانع القرار والنخب السياسية اليمنية قراءة المشهد بشكل صحيح، ومعرفة ما يحاك لمستقبل اليمن، بأدوات محلِّية وإقليمية ودولية، وعدم الانجرار تحت أيِّ ذريعة كانت لأيِّ تدخُّل خارجي.
يمكن للحكومة المصرية -كما ساندت ثورة الأحرار في سبتمبر 1962م- أن تساند أحرار اليمن اليوم، دون تدخُّل وتورُّط في الملفِّ اليمني يفضي بها إلى ما أفضى بمصر عبدالناصر، وسوف يحمل اليمنيون لها هذا العرفان والجميل.