الحنفية الماتريدية في بلاد الصين
بقلم عايض بن سعد الدوسري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تمثل بلاد الصين تاريخًا غنيًا، بسكانها وطبيعتها وحضارتها الممتدة، ودورها الكبير في تلاقي الحضارات الإنسانية عبر التجارة والمكتشفات العلمية في العصور القديمة.
وقد وصل الإسلام إلى الصين في مرحلة مبكرة من تاريخ الإسلام، وتكونت علاقات ثقافية ودينية بين الحضارتين: الإسلامية والصينية.
وبوصول الإسلام إلى الصين، وصلت عدة مذاهب إسلامية مختلفة ومتنوعة إلى هناك، وسعت إلى نشر الإسلام وتعليمه والدفاع عنه. ولعل أهم وأقرب وأوسع البلاد إلى الصين تلك البلاد التي يُمثل فيها الحنفيَّة السواد الأعظم، ولهذا كان تأثيرهم في الإسلام الصيني أكثر من غيرهم من المذاهب الأخرى.
وكان للطرق الصوفية، وأغلبها حنفيَّة، تأثيرها في نمط الإسلام وطريقته في الصين. واليوم النسبة الساحقة للمسلمين في الصين “هم من السنة الأحناف”، كما يقول المفكر الصيني المسلم البروفيسور ماتونج.
وبانتشار الحنفية في الصين انتشر المذهب الماتريدي، نسبة إلى أبي منصور الماتريدي (333هـ).
ومن علماء الماتريدية في الصين:
- الشيخ داود وَان دَي يُوي، ولد سنة 1585م وتوفي وتوفي سنة 1658م. وترك من الكتب: (شرح الحق لدين الحق)، و(المعرفة الإسلامية الكبرى)، و(الجواب الحق لمن يريد الحق).
وخلاصة كتبه كما يقول الباحث كم يون تسون بينغ: بيان الإسلام “من خلال الديانات والفلسفات الصينية، محاولًا التوفيق بينه وبينها هادفًا إلى تقريب الإسلام إلى أهلها، ونقدًا لأخطاء الديانات والفلسفات الصينية، وتصحيحًا لتصورات الآخرين المخطئة للإسلام وبعض أفكار عوام المسلمين المنحرفة”.
- الشيخ يوسف مَا جُو، ولد سنة 1640م، وتوفي نحو سنة 1711م. ولم يصل إلينا إلا كتابه (الهداية الإسلامية)، كما يقول الباحث الصيني كم يون تسون بينغ.
- الشيخ صالح ليُو ِدَى لِيان، ولد سنة 1655م، وتوفي سنة 1745م. ومن مؤلفاته: (اللطائف الإسلامية)، و(الشريعة الإسلامية).
- روح الدين يوسف مَا فُو تِشُو، ولد سنة 1794م واستشهد على يد امبراطور الصين سنة 1874م. من مؤلفاته: (الجامع المختصر للمبادئ الأربعة)، في العقيدة الماتريدية.
وقد أورد هذه المعلومات التي ذكرتُها وغيرها، الباحث الصيني (يون تسون بينغ)، في مقالة له بعنوان: (الماتريدية وآثارها في الفكر الإنساني بدول طريق الحرير.. الصين نموذجًا)، وترجمها الباحث المصري: مصطفى شعبان، ونشرتها مجلة الفيصل، في الأول من سبتمبر 2019.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
(المصدر: موقع مداد)