التّفاؤل والأمل بفرج مولانا عزّ وجلّ (٣)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ وقال تعالی: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾
لا جرم أخي المسلم المحترم أنّ مولانا العزيز المقتدر شاء وقدّر أن يجعل اليسر رفيقا للعسر فقال اللّه تعالی في محكم الذّكر: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ ومعلوم أنّ العافية مع الوصب وأنّ الرّاحة مع التّعب وأنّ الفرج مع الضّيق وأنّ النّجاح في نهاية الطّريق عن خبّاب رضي اللّه عنه: أتيت الرّسول ﷺ وهو متوسّد بردة وهو في ظلّ الكعبة وقد لقينا من المشركين شدّة قلت يا رسول اللّه ألا تدعو اللّه؟ فقعد وهو محمّر وجهه فقال: {لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ والذِّئبَ على غنمِهِ} وقال ﷺ: {وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} إنّ الصّبر والثّبات من أهمّ وسائل حسن الظّنّ بربّ المخوقات
أيّها الإخوة والأخوات! يجب علی كلّ من رضي باللّه ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد ﷺ رسولا أن يبدأ يومه بالتّفاؤل والأمل وأن يطرح الحزن خلف ظهره ويدع الهمّ والغمّ جانبا فمهما طال بك الطّريق أيّها الأخ الصّديق وأنهك بدنك التّعب فليس لك سوى مناجاة مولاك الصّمد! لقد مكث أولی القبلتين في الأسر عشرات السّنين ولم يفقد السّلطان نور الدّين ولا خليفته صلاح الدّين الأمل بتحريره من دنس الصّليبيّين فقام نور الدّين رحمه اللّه بصناعة منبر للمسجد الأقصى ليوضع فيه بعد تحريره وتشرّف صلاح الدّين رحمه اللّه بوضع المنبر فيه بعد أن انتصر في موقعة حطّين!
إنّ أملنا كبير بربّ العالمين: أن يتحرّر ثالث المسجدين الشّريفين من الغاصبين!
اقرأ أيضا: التّفاؤل والأمل بفرج مولانا عزّ وجلّ (٢)