مقالاتمقالات مختارة

التطبيع مع الصهيونية مظاهر وآليات ووقفات

التطبيع مع الصهيونية مظاهر وآليات ووقفات

بقلم عبد المنعم إسماعيل

بتتابع التمدد العلماني داخل مكونات المجتمع العربي خاصة والمسلم عامة تقع زلازل في عمق الثوابت وهشاشة في منهجية إدارة المتغيرات.. لم يكن النظام الدولي عشوائيا في اختيار وكلاء ما بعد مرحلة الانتداب البريطاني أو الفرنسي أو الإيطالي في بلاد المسلمين.

فكان لظاهر الانتداب بلاء عام وخاص على المكون الأحادي والجماعي للأمة الإسلامية المباركة، ونتج عن حقبة حاكمية علو الاحتلال للبلاد المسلمة ما يعرف بطابور التغريب والعلمانية داخل أروقة المجتمع المسلم من مظاهر التعبد إلى بواطن فكر الاستدلال بالأصول والثوابت وضبط المتغيرات.

الصهيونية وصناعة مستقبلات التطبيع

لم تكن الصهيونية عشوائية في اختيار أدوات صناعة المسخ للعقل العربي والإسلامي فكانت تسير من خلال رؤية طويلة الأمد وقصيرة الأمد.

فكانت صناعة المستقبلات داخل العقل العربي لقبول التطبيع مع الاحتلال الغاصب للأقصى الشريف وبلاد المسلمين الأرض المباركة حوله والتي هي وقف لله ليست ملكا لرئيس أو زعيم أو شيخ له حق التفاوض عليها أو التنازل عنها مقابل قد يراها مكسب حين يراها الآخرون انتكاسات وانكسارات للثوابت داخل العقل العربي وتغيير آليات المدافعة لبني صهيون من الجهاد إلى مجرد الدفاع عن بغي الصهيونية على بلاد المسلمين.

صناعة التنازع أو البيئة القابلة للهلاك أو الاستهلاك احد اخطر الأسباب التي قادت الأمة إلى قبول التغريب ومن ثم التفكير في التطبيع ومن ثم بدايات التطبيع السري ومن ثم التطبيع الإعلامي وما يعرف بمرحلة التطبيع الناعم ثم التطبيع العلني مع بني صهيون كما هو مشاهد في واقعنا المعاصر.

اعتمدت الصهيونية لتحقيق أغراضها الاستثمار في كافة المحاور

سواء محور شبه المقاومة الموظفة أو الطائفية التي تعمل على تهميش الكيان السني في العراق والشام.

ومحور الأنظمة التي تقوم بدور إعادة تبريد الحركة الإسلامية المعاصرة بالاحتواء لتخفيف حدة العداء لبني صهيون في الباطن مع التسويق لمظاهر الأصوات والحناجر الفارغة التي ظاهرها المقاومة وباطنها الاستسلام والتطبيع وما واقعنا المعاصر منا ببعيد.

ومحور شيطنة شيطان إيران لتمرير القبول بحلف مقاومة الأب الروحي لبني صهيوني سواء مجوسية الخميني أو نصيرية بشار الأسد أو عمالة دحلان وبهائية عباس أو درزية كتائب لبنان.

حقا ندرك خطورة إيران ويجب بذل الوسع في مقاومتها كخطر قادم ولكن ليس على حساب تجاهل الخطر القائم الصهيونية وربيبتها العلمانية ومعولها التغريب والتسطيح للعقول.

طابور التطبيع لن يقف في أزمنة الاستضعاف مظاهره تتجدد نراها في الواقع نعيشها أو نعايشها.

مآلات التطبيع مسخ العقلية العربية خاصة والإسلامية بصفة عامة.

تمرير العقلية الاستهلاكية وجعل الانتكاسة جزء من المنظومة التعليمية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية حتى يترسخ في الواقع التبعية لغربان النظام الدولي .

مقاومة التطبيع

مقاومة التطبيع دين ومنهج حياة يرتبط بالوعي الشامل للأمة.

وعودة الأمة لكليات المفاهيم الجامعة وإعادة التوافق مع آليات الصناعة المعرفية والسنن الجارية.

نزع علل النزاع بين مكونات الأمة لخلاف بيني حول مستجدات السياسة المعاصرة.

صيانة حقوق العلماء بين الأجر حال الخطأ والأجرين حالة الإصابة ولزوم المعالي والهمة العالية.

معايشة منهجية التدرج وإعادة هيكلة مكونات الأمة لتحقيق التوازي مع الخطر أو الهدف.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى