الاستثمار السياحي الاستيطاني يستهدف أسطح أسواق القدس القديمة
إعداد مصطفى صبري
لا تدع بلدية الاحتلال في القدس المحتلة مجالاً للاستيطان في المدينة المحتلة إلا وتكون في مقدمة الداعمين لهذه المشاريع، وفي الآونة الأخيرة، تم عرض الاستيطان بطريقة مختلفة فوق أسطح أسواق مدينة القدس المحتلة التي تشتهر منها سوق اللحامين، وسوق خان الزيت، وسوق العطارين، وسوق الصاغة، وسوق الخواجات، وغيرها من الأسواق القديمة التي تعتبر عنوان مدينة القدس في البلدة القديمة قلب المدينة المقدسة.
بلدية الاحتلال ووزارة السياحة نشرت تقريراً، في الآونة الأخيرة، يتضمن توفير التكلفة المادية لمشروع سياحي فوق أسطح البلدة القديمة، ومنها الأسواق التي هي أملاك وقفية، بقيمة 17 مليون دولار، وذلك من المليونير اليهودي الكندي روبين هراري.
خليل التفكجي، المختص بخرائط القدس، يقول: هذا المشروع مخططاته منذ زمن، وكان ينقصه التمويل المادي، ومع توفر التمويل المطلوب لن يكون هناك أي عائق أمام تنفيذه فوق أسطح ومباني البلدة القديمة، ومنها الأسواق التاريخية لتطوير مسارات دينية تلمودية سياحية حسب الرواية “الإسرائيلية”.
وأضاف: يلتقي المشروع مع مشروع آخر قرب الحديقة الإنجليزية في الوقت الذي بات يعرف بالحي اليهودي، وهذا الأمر في قمة التعدي على أملاك وقفية منذ العهد العثماني، فالمنظومة الاستيطانية لا تتوقف في البلدة القديمة سواء بالحفريات أسفل المنازل وأسفل المسجد الأقصى، أو من خلال السيطرة على أسطح المباني، منها أسواق القدس التاريخية، والمشاريع ستلتقي بكنس يهودية أقيمت مثل كنيس النور فوق المدرسة التنكزية المطلة على المسجد الأقصى بشكل مباشر، أو كنيس الخراب وغيرها من الأماكن التهويدية.
وتابع قائلاً: سيشمل المشروع ترميم ومد جسور وبناء ممرات وإقامة حدائق فوق أسطح المنازل والأسواق لتحسين الرؤية للمجموعات السياحية والمستوطنين، فهم يريدون تغيير المعالم بشكل تام لصالح الرواية الدينية “الإسرائيلية”، وسيأتي على 75% من الأملاك الوقفية والوقف الذري والخاص، فهو مشروع وقح واستفزازي، يمس أراضي وأسطحاً وقفية، ومنظمة “اليونسكو” عليها مهام عاجلة لوقف هذا المشروع الذي يهدد تراثاً قائماً منذ مئات السنوات، والاحتلال يهدم التاريخ والتراث في مدينة القدس حتى يرسخ الرواية “الإسرائيلية” على أرض الواقع.
بدوره، قال د. جمال عمرو، الخبير العمراني في القدس المحتلة: الاحتلال يجند المليونير روبين هراري من كندا من أجل تمويل تهويد أسطح المنازل والأسواق التاريخية، بينما أغنياء العرب لا يقدمون شيئاً، الدعم والتمويل يكون التواطؤ على القدس، فمباني القدس القديمة وأسواقها من أقدم الأسواق في العالم، وتحكي قصة القدس، فهم لا يريدون لها أن تبقى قائمة حتى يمر السائح من الأعلى فيرى ممرات حديثة وجسور جديدة وحدائق جميلة بعد إخفاء أسطح الأسواق والمنازل، فيتم إخفاء قلب المدينة النابض، فالبلدة القديمة مساحتها كيلومتر مربع يقطنها قرابة 33 ألف مقدسي، يتم محاصرتهم من الأسفل والأعلى، لترحيلهم وتخفيض عددهم إلى 10 آلاف مواطن عوضاً عن 33 ألفاً.
(المصدر: مجلة المجتمع)