الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي (رحمه الله)
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي عن عمر ناهز 84 عاما ، حيث توفي في الإمارات التي نقل إليها للعلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19).
بدأ الفقيد الصادق المهدي (رحمه الله) في طفولته بدراسة القرآن الكريم في عدد من “خلاوي” تحفيظ القرآن، فبدأ بخلوة العباسية في أم درمان ثم خلوة الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض، قبل أن يلتحق بالكتّاب في المدينة ذاتها، ودرس مرحلة الابتدائي “مدرسة الأحفاد في أم درمان”، والمرحلة الثانوية ما بين “مدرسة كمبوني الخرطوم”، والتحق بكلية فكتوريا الإسكندرية 1948-1950، بعدها توقف لمدة سنتين لملازمة الشيخ الطيب السراج، وينهل من علوم الفصحى وآدابها.
وواصل التعليم النظامي عام 1952، والتحق بكلية العلوم في جامعة الخرطوم سنة 1952 أثناء مواصلته تلقي دروس العربية، كما التحق بالدراسة في كلية الاقتصاد بجامعة أوكسفورد 1954-1957 لدراسة الاقتصاد والفلسفة والعلوم السياسية التي نال فيها درجة الشرف، لينال تلقائيا درجة الماجستير بعد عامين من تاريخ تخرجه، بحسب النظام المعمول به في جامعة أكسفورد.
تلقى الفقيد (رحمه الله) العديد من الوظائف والمسؤوليات، فقد عمل موظفا في وزارة المالية عام 1957 قبل أن يستقيل منها عام 1958، ثم عمل مديرا للقسم الزراعي بدائرة المهدي ورئيسا لاتحاد منتجي القطن بالسودان، وكان رأس الجبهة القومية المتحدة في الفترة 1961-1964، ليُنتخب بعدها رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر/تشرين الثاني 1964.
انتُخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة ما بين 1966 و1967، ثم رئيسا للجبهة الوطنية المعارضة لنظام النميري (1972-1977). انتخب رئيسا لوزراء السودان خلال سنوات 1986-1989، ثمَّ إماما لطائفة الأنصار عام 2002.
أصبح عضوا في عدد من المجالس والمنتديات العالمية، منها: المجلس العربي للمياه، ونادي مدريد، والمجموعة الاستشارية العليا الخاصة بمجموعة العمل الدولية للدبلوماسية الوقائية، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمجلس الإسلامي الأوروبي، والمنتدى العالمي للوسطية، وشبكة الديمقراطيين العرب.
كانت له العديد من المؤلفات والكتب والمشاركات الفكرية، منها “النهج الإسلامي بين الاستقامة والتشويه” (1985)، و”المنظور الإسلامي للتنمية الاقتصادية” (1984)، و”جهاد في سبيل الديمقراطية”، و”جهاد في سبيل الاستقلال”، و”المشروع الحضاري الإسلامي العربي والمسألة الإسرائيلية” (1998).
كما كتب الفقيد (رحمه الله) في: “الثورة العربية المعاصرة” (1985)، و”الإسلام ومسألة جنوب السودان” (1985)، و”المرأة وحقوقها في الإسلام” (1985)، و”العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي” (1987)، و”الإسلام والنظام العالمي الجديد”، و”الصحوة الإسلامية ومستقبل الدعوة” (1981)، بالإضافة إلى: “مسألة جنوب السودان (1964)، و”الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة” (1990)، و”مستقبل الإسلام في السودان” (1982)، و “من أجل وحدة جاذبة أو جوار أخوي (2009)”، و”الإسلام والتجربة والسودانية” (1985)، و”قضايا العصرية والهوية” (1985).
وقد فقدت الأمة الإسلامية سياسيا مخضرما محنكا عظيماً حكيما ،، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب
أ . د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)