مقالاتمقالات مختارة

الإسلام دولة مكتملة المعالم والمقومات

الإسلام دولة مكتملة المعالم والمقومات

بقلم د. مصطفى حلمي

يُعَرِّفُ الدكتور زكي نجيب محمود الإسلام من حيث هو دين (له أركانه الخمسة التي يعرفها كل مسلم ويلتزمها)، فهو يؤكد فكرة الالتزام بأركانه، ومن حيث الشريعة له أحكامه التي يُفَصِّلُها لنا علماءُ الفقه، فنعتز بها أحكامًا تضبط مناشط حياتنا، أي أنه لا يقتصر على العبادات فحسب.

وقد توسَّعَ في عَرض تنظيم الدولة في الإسلام فذكر القطاع الحربي وفيه (أمراء القتال وجنده) وكُتَّابُ الجيش، وفارضو العطاء والعرفاء رؤساء الجند.. إلخ.

وعلى النواحي كان هناك ولاة وأمراء الأقاليم، وفيها كان القُضاةُ وعمال الجباية والخراج.. والقائم على الحِمَى.. وصاحب المساحة، وعمال الزكاة والصدقات، والخارصون للثمار، كما كان هناك (فارضو المواريث) و(فارضو النفقات).. إلخ.

كذلك كان هناك من يقوم بمهمة (المحتسب) و(صاحب العسس) و(متولي حراسة المدينة) و(العين: الجاسوس) و(السجان) و(المنادي) و(مقيم الحدود) و(متولي التطبيب والعلاج)… إلخ.

وعند الغزو، كان هناك (أمراء الجهاد) و(المستخلفون على المدينة) ومن (يستنفر الناس للقتال) و(صاحب اللواء) و(أمراء أقسام الجيش الخمسة)، و(حراس القائد) عليه الصلاة والسلام و(القائمون على متاع السفر)، ومن (يخذلون الأعداء)، و(من يبشرون بالنصر)… إلخ.

ويبدو من اطلاعه الواسع على كتب التراث، أنه استخرج مثل هذه الوظائف من بطون الكتب وربما كدنا ننساها بسبب غياب تطبيق الشريعة، ويظهر من التعقيب على كل وظيفة بكلمة (إلخ إلخ..) -وكان حريصا على أن يُذَيِّلَ بها الوظائف- ليعرف القارئ أنه اختصر في عرضها ولم يتحدث إلا عن أهمها؛ إذ يستطرد قائلًا: (وكثير من هذه الوظائف الإدارية كان لها أربابها الذين عينهم الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداءً)..

فنحن أمام دولة اكتملت لها المعالم والمقومات.. نشأت كضرورة اقتضاها الدفاع عن حرية العقيدة الجديدة وحرية الدعوة والدعاة للدين الجديد.. وكضرورة لإقامة شريعة الإسلام، وتنظيم المجتمع الذي قام بالمدينة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ونراه قد أجاد في تصور الجهاد في الإسلام لتحقيق الحرية للناس في اعتناق الإسلام أمام قوى البطش التي تريد استعباد الشعوب وإذلالها لتحول بينهم وبين اختيار العقيدة التي تحقق لهم القيم والفضائل والحياة الإنسانية الطيبة، ولا نستبعد أنه استوحى مثل هذا التصور من اطلاعه الواسع.

(فهل هناك بعد هذا الذي قدَّمنا مجال لزعم علماني يدَّعي أصحابه أن الإسلام (دين) لا (دولة) ورسالة روحية محضة، لا علاقة لها بسياسة المجتمع.. وأن رسوله صلى الله عليه وسلم ما كان إلا رسولًا، كالذين سبقوه لم يُقِمْ دولة؟، ولم يُسَيِّس المجتمع الذي عاش فيه؟!..)

ثم يقرر بحسم وقطع: (لا نظن أن هناك مجالا لزعم الذين أجهدوا الحقيقة ليقرروا علمانية الإسلام).

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى