الإسلام الوسطي!
بقلم أ. د. فؤاد البنا
ليس للإسلام أنماط وأنواع مختلفة، فهو ثابت في كل زمان ومكان مع احتوائه على مساحات نسبية تستوعب الفروق الفردية بين البشر، ذلك أنه محفوظ في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو عصي على التغيير والتبديل، ومن ثم فإن وسطيته أساسية فيه ولصيقة به، وشاملة لكل تعاليمه من ألفها إلى يائها، حيث صاغه الله ميسرا وجعله مستوعبا لخلقة الإنسان المزدوجة من التراب والروح، وضمّنه ما يكفل السعادة الدنيوية للإنسان وفوزه الأخروي بفراديس السماء!
ولقد شرعه من هو أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير؛ حيث تنتظم في منظومة وسطيته سائر المكونات العقدية والتشريعية والشعائرية والأخلاقية!
لكن نظرة المسلمين له وتطبيقاتهم النسبية لتعاليمه، هي التي تصاب بالتطرف نحو جهة التشدد أو التفلت، ومن ثم تظل الحاجة قائمة دوما إلى إبراز نواحي الوسطية، وإلى التواصي دوماً بالتيسير والاعتدال.