
(الأمل بفرج مولانا عزّ وجلّ)!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
يقول اللّه تعالی: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ وقال ﷺ: {لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللّهُ بِهِ الإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللّهُ بِهِ الكُفْرَ} لقد بشّرنا ﷺ بأنّ هذا الدّين سوف ينتشر في العالمين رغم أنوف الكافرين والمخذّلين والمنافقين إنّ أيّ مكان وصله الليل والنّهار سيصله حتمًا دين الواحد القهّار ولن يترك اللّه ﷻ بيتًا في المدن والقرى والبوادي والرّيف إلا أدخل عليه هذا الدّين الحنيف فمن قبل هذا الإسلام من الأنام فسيكون عزيزًا بعزّة الإسلام ومن رفضه أو كفر به فسيكون ذليلًا من الأقزام ولا جرم أخي المحترم أنّ المصباح الذي أضاءه رسول العليم الفتّاح ﷺ قد حاربه مليون أبي جهل قرشيّ ومليون ابن سبأ كتابيّ ومليون رويبضة علمانيّ ومليون أفّاك يساريّ ومليون سيداويّ غربيّ ومليون منافق نفعيّ دعيّ ومليون رويبضة جاهليّ ومليون طاغوت أجنبيّ ومليون صاحب وجهين عربيّ ومليون صحفيّ مادّيّ ومليون متأسلم أمريكيّ ومليون زنديق اشتراكيّ ولكن هيهات نجاح هذه المحاولات من هذه الحثالات في القضاء علی شريعة فاطر الأرض والسّموات!
إنّ دين الإسلام إخوة الإيمان كشعاع الشّمس لن يغرب حتّی لو طلعت الشّمس من المغرب فشمس الإسلام إذا غربت في مكان طلعت في مكان آخر فلا تزال طالعة إلی أن يرث الكرة الأرضيّة ومن عليها خالقها ربّ البريّة ولا طاقة لأحد أن يحارب الأحد الصّمد ولا الانتصار علی دين نبيّنا محمّد ﷺ ما دام ذلك كذلك فتفاءلوا بالخير تجدوه إخوة الإسلام ولنستمع معًا لما قاله عزّ وجلّ: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ الأمل أمان ونور وثقة وحبور واليأس خوف وخور وقنوط من رحمة العزيز الغفور قال اللّه ﷻ في سورة النّور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ هذا الوعد وعد حقّ من ربّ العالمين للنّبيّ الأمين ﷺ بأنّه سيجعل عباده الصّالحين رعاة للنّاس أجمعين تصلح بهم سائر البلاد وتخضع لهم جميع العباد لقد حاول الأعداء الأوغاد وأرباب الفساد في سائر البلاد أن يردّوا الحقّ بالأباطيل فكان مثلهم في ذلك مثل معتوه تافه يسعی لإطفاء أشعّة الشّمس في هذه المجرّة بالنّفخ عليها مرّة بعد مرّة وكما أنّ تحقيق هذه الخيالات من المستحيلات فالقضاء علی الإسلام أشدّ من هذه المحاولات. ولنا في سيرة أفضل البشر ﷺ دروس وعبر فحينما مرّ الصّادق الأمين ﷺ بآل ياسر رضي اللّه عنهم وهم يعذّبون على أيدي المشركين في البلد الأمين زرع في نفوسهم الأمل بفرج اللّه عزّ وجلّ قال جابر رضي اللّه عنه: مرّ النّبيّ ﷺ بعمّار وأهله وهم يعذّبون فقال لهم: {أبشروا آل عمّار وآل ياسر فإنّ موعدكم الجنّة} لقد زرع سيّد العرب والعجم والبربر ﷺ في نفوس الصّحابة الأمل وأعلمهم أنّ العذاب مهما كان لا يحتمل فهو مؤقّت إلی أجل وأنّ الفوز العظيم هو في جنّات النّعيم وللّه درّ الإمام ابن القيّم حيث يقول: (فحيّ على جنّات عدن فإنّها: منازلنا الأولى وفيها المخيّم)! قال تعالی: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾ وقال تعالی: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ . ولا جرم أخي المحترم أنّ العزيز المقتدر شاء وقدّر أن يجعل اليسر مع العسر فقال في محكم الذّكر: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ ومعلوم أنّ العافية مع الوصب والرّاحة مع التّعب والفرج مع الضّيق والنّجاح في نهاية الطّريق يقول خبّاب رضي اللّه عنه: أتيت الرّسول ﷺ وهو متوسّد بردة في ظلّ الكعبة وقد لقينا من المشركين شدّة فقلت يا رسول اللّه ألا تدعو لنا؟ فقعد وهو محمّر وجهه ﷺ قال: {لَقَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ والذِّئبَ على غنمِهِ} وقال ﷺ: {وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} . إنّ الصّبر والثّبات من أهمّ وسائل حسن الظّنّ بفاطر الأرض والسّموات ويجب علی من رضي باللّه ربّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد ﷺ نبيّا أن يبدأ يومه بالتّفاؤل والأمل وأن يطرح الحزن خلف ظهره ويدع الهمّ والغمّ جانبًا فمهما طالت بك الطّريق. أيّها المحترم الصّديق أو أنهك بدنك المرض والنّصب فليس لك واللّه سوى مناجاة مولاك الصّمد لقد مكثت أولی القبلتين في الأسر عشرات السّنين ولم يفقد السّلطان نور الدّين ولا خليفته صلاح الدّين الأمل بتحريرها من الصّليبيّين فقام (نور الدّين) بصناعة منبر للمسجد الأقصى ليوضع فيه بعد تحريره وتشرّف (صلاح الدّين) بوضع المنبر فيه بعد أن انتصر علی الفرنجة في موقعة حطّين نقول في الختام للأحبّة الكرام: أملنا كبير بربّ العالمين بتحرير ((ثالث المسجدين الشّريفين))!
إقرأ أيضا:العلامة البلجيكي يحيى ميشو