عبر قادة الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية عن اسيتائهم من الازدواجية في تقييم الجرائم، إذ يرى عديد منهم أن الإرهاب بات تهمة لصيقة بالمسلمين فقط، وفق ما نشرت جريدة “نورث جيرسي”.
وبعد حادثة الدهس الأخيرة في نيويورك، تلقت العديد من المساجد والمراكز الإسلامية رسائل تهديد بالقتل وإضرام النار، فيما يتوجب على الأمريكيين المسلمين استنكار وشجب أعمال العنف التي يرتكبها قلة تدّعي انتماءها إلى الدين الإسلامي.
وذكر القادة المسلمون بأن وجوب شجب العمل الإرهابي، على خلاف باقي الأقليات، يشمل نوعا من تطبيق المعايير المزدوجة. وقال مصطفى صلاح، المدير التنفيذي لمركز باسيك الإسلامي “كلما ارتكب أحد الأغبياء جريمة إرهابية، نجد أنفسنا مرغمين على شجبها، إنه واجب علينا القيام بذلك غير أن ذلك أمر غير عادل”.
وتبينت هذه الازدواجية عند حادثة إطلاق النار على كنيسة في ولاية تكساس من قبل مواطن غير مسلم يدعى ديفين باتريك حيث لم يقم باقي قادة الجاليات الأخرى بإدانة الحادثة أو النأي بأنفسهم عنها.
وأفاد جيمس سوز، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ولاية نيو جيرسي أنه ” كلما نطق شخص بـ”الله أكبر” أو ارتكب جريمة باسم الدين الإسلامي، ينبغي لغالبية المسلمين الشجب والإدانة والتأكيد على أن ذلك العمل تحريف للإسلام”. وتابع “لا أرى عقلانية في إمكانية تأييد الأشخاص لإيديولوجية تقوم على قتل الأبرياء”.
وأضاف “أتمنى حلول ذلك اليوم الذي لن نكون فيه مجبرين على شجب تلك الجرائم والإصرار على رفضنا للأعمال التي يقوم بها مرتكب الجريمة لمجرد ادعائه بالانتماء إلى الإسلام”.
وبعد حادثة دهس نيويورك، أكدت ثلاث مساجد في منطقة نيو جيرسي تلقيها لرسائل واتصالات تهديد وإضرام النار بالمؤسسات التابعة للجالية المسلمة. وأصدر محمد علي الشودري، رئيس اتحاد الحوار بين الأديان بيانا يدين الحادثة الجبانة غير أنه أعرب أيضا عن قلقه من نظرة الارتياب والريبة السائدة في البلاد إزاء المسلمين. وحض على أن المسلمين يتم وصفهم بـ “الإرهابيين” في كل حادثة حتى قبل إعلان التحقيق عن طبيعة الجريمة.
وتابع: “عندما يكون مطلق النار شخصا أبيضا يتم الحديث فورا عن مشاكل عائلية لا أقل ولا أكثر. وعندما يكون الاسم مسلما، نسمع فورا الإشارة إلى الهجوم الإرهابي ونسمع الرئيس الأمريكي ترامب وهو يصف المجرم بالحيوان المتخلف”.
وللإشارة، يشعر المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية بامتعاض كبير من مطالبة الرئيس الأمريكي بوقف نظام التأشيرات في نيويورك الذي سمح لمرتكب جريمة الدهس بالدخول إلى البلاد، وذلك بعد ساعات قليلة من الحادثة.
(المصدر: وكالات)