أخبار ومتابعات

إطلاق مشروعات رقمية لدعم اللغة العربية

إطلاق مشروعات رقمية لدعم اللغة العربية

سعيا لتعزيز ونشر اللغة العربية واستخدامها، خرجت للنور في الآونة الأخيرة مشروعات رقمية تخدم الثقافة العربية، أبرزها إطلاق لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “إسكوا” (ESCWA) برنامج الدورة الثانية لجائزة المحتوى الرقمي العربي، وإعلان مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في السعودية إطلاق منصة “المستشار اللغوي” الرقمية، وإطلاق الجزائر أول “معجم سمعي بصري” إلكتروني للغة العربية.

أطلقت الإسكوا، قبل أيام، برنامج الدورة الثانية لجائزة المحتوى الرقمي العربي 2022-2023 بالتعاون مع مؤسسة “جوائز القمة العالمية”. وقالت الإسكوا في بيان إن هدف البرنامج تعزيز تطوير محتوى رقمي عربي عالي الجودة يدعم التنمية المستدامة، بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وقالت رئيسة قسم الابتكار في الإسكوا نبال إدلبي في بيان صحفي إن تطوير المحتوى الرقمي العربي يشكل خطوة مهمة نحو التحول الرقمي والتنمية المستدامة، ويسهم في تضييق الفجوات الرقمية بين البلدان المتقدمة والنامية وداخل البلدان نفسها.

وأضافت أن الجائزة مفتوحة أمام فئة المؤسسات، وتشمل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأكاديمية، وفئة رواد الأعمال الشباب من الدول العربية، أفرادا أو مجموعات، على أن تقل أعمارهم عن 35 عاما.

من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة جائزة القمة العالمية بيتر بروك إلى مدى تطور مهمة دعم التبادل الوطني والإقليمي حول العالم بفضل الدورة الثانية لجائزة المحتوى الرقمي العربي، التي تشجع على محتوى رقمي يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد أن دعم المشاريع المحلية من أجل التنمية المستدامة وإقامة الروابط وتحقيق أثر إيجابي قوي يتخذ أهمية قصوى أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن المنطقة العربية أثبتت في السنوات الأخيرة أنها ثرية بالمضمون والابتكار الرقمي والتفكير التقدمي، وأن الجائزة توفر فرصة ممتازة للمحتوى المحلي باللغة المحلية بما يسهم في تكوين مجتمعات مستدامة قائمة على المعرفة.

وأوضح بروك أن لجنة من الخبراء ستقيم المقترحات ليتم اختيار الفائزين والإعلان عنهم في المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2023، وسيشاركون في فعالياته، وسيتمكن الفائزون في فئة رواد الأعمال من المشاركة في اجتماع جوائز القمة العالمية والاستفادة من ورش تدريبية.

وكانت الإسكوا أعلنت في حفل خاص عن الفائزين بالدورة الأولى للجائزة في مارس الماضي على هامش أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة لهذا العام، واختارت لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء في المحتوى الرقمي 8 فائزين من بين 100 مشروع من 15 دولة عربية.

المستشار اللغوي

وفي الأسبوع الجاري، أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في السعودية منصة “المستشار اللغوي”، وهي منصة رقمية توفر خدمة الاستشارات اللغوية المجانية في جميع المجالات لكل فئات المجتمع.

وأكد الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي أهمية هذه المنصة، كونها أداة عملية موثوقة وسريعة لنشر العربية وتيسير استخداماتها وتبادلاتها، وتوفير بياناتها.

وأوضح أن المنصة تحظى بالدعم والمتابعة انطلاقا من دور المجمع في إعلاء مكانة اللغة العربية عالميا والمحافظة على سلامتها ودعمها نطقا وكتابة، وتكثيف إسهاماتها في تنمية المجالين العلمي والثقافي، ومواكبة لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

وأشار الوشمي إلى أن أهمية المنصة تبرز أيضا في دعم تنفيذ القرارات الرسمية بلزوم استخدام اللغة العربية في جميع المجالات، وتنسيق الجهود لتكوين منصة موحدة فاعلة تخدمها، وبناء منظومة متكاملة لتقديم خدمات لغوية تخصصية للمجتمع، وتقريب العربية الفصحى من جميع فئاته.

خدمات المنصة

ومن أهم خدمات منصة المستشار اللغوي تقديم المعلومة اللغوية الميسرة للأفراد والمؤسسات، إذ تقدم استشارات لغوية مجانا لكل شرائح المجتمع في مجالات الإملاء والنحو والصرف والبلاغة والأدب واللغة عامة، ويمكن للزوار طرح أسئلتهم واستفساراتهم اللغوية ليجيب عنها مستشارون لغويون متخصصون، ثم تُعرض الأسئلة والإجابات على الموقع للإفادة الدائمة منها، وبذلك تتاح قاعدة بيانات لغوية علمية يثق فيها الناس، وتخدمهم في ترقية مستوياتهم اللغوية.

والمنصة تعمل عن طريق نظام تقني يسهل إدارتها، وجملة من المزايا التفصيلية الأخرى، منها فتح نافذة تفاعلية للحوار والنقاش في قضايا اللغة العربية بين المجتمع والجهات المتخصصة.

تفاعل وترحيب

وفور إطلاق المنصة، تفاعل مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية مع المنصة الرقمية الجديدة، ووصفوها بـ”الخطوة المتميزة”، مؤكدين أنها تظهر اهتمام البلاد باللغة العربية وتعمل على تعزيز المعرفة اللغوية بها.

وعبّر عضو مجلس الأمناء بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني محمد العوين، في تغريدة على موقع تويتر، عن اعتزاز السعودية بدينها ولغتها، قائلا “تجمع بين الأصالة والمعاصرة بمفهوم حضاري واسع الأفق يستوعب النتاج الإنساني ويتماهى معه”.

وأضاف أن منصة المستشار اللغوي تهدف إلى الإجابة على أسئلة الباحثين عن الصواب وعن الكلمات المناسبة للتعبير عن الفكرة، وتصحيح الأساليب الكتابية.

أما الإعلامي السعودي سالم آل سحمان فأبدى افتخاره باهتمام بلاده باللغة العربية من خلال إطلاق منصة المستشار اللغوي، التي تعنى بدعم استخدامات اللغة العربية بشكل صحيح، وتقدّم خدماتها مجانا.

وشارك مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي بجنيف سامي المرشد المنصة، وعبّر عن فخره بها، وشاركه الرأي الحقوقي السعودي عبد الله الوشمي، الذي أوضح أن المنصة تمثل طريقا إلى المزيد من المعرفة اللغوية.

وكتب الباحث السياسي مبارك آل عاتي أن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يوفر خبراء في العربية من خلال منصة المستشار اللغوي، الذين يزودون المستخدم بمعلومات مجانية بكل يسر وسهولة.

ونشر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في حسابه على موقع تويتر سلسلة تغريدات شارحة للمنصة، معتبرا أن “إنشاء هذه المنصة يأتي تحقيقا لأهداف مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في نشر اللغة العربية ودعمها نطقا وكتابة”.

وأضاف أن “المنصة تعد مرجعية علمية يثق بها المستفيد، وتخدمه في الرقي بمستوى الاستخدام اللغوي”، موضحا أن منصة المستشار اللغوي تهدف للمحافظة على سلامة اللغة العربية، وتيسر له فهم معلوماتها وتداولها، وتقدم خدمات استشارية عامة تهدف إلى توفير معلومات لغوية ميسّرة وصحيحة لمن يحتاج إليها.

معجم سمعي بصري

وكانت الجزائر قد أطلقت، قبل أسابيع قليلة، “أول معجم سمعي بصري” للغة العربية يمتد إنجازه لثلاث سنوات، عبر ​​منصة تعليمية رقمية تستخدم محتوى مرئيا وصوتيا يسهل البحث عن المصطلحات ويوضحها.

وقال رئيس المجلس صالح بلعيد “نبارك للجزائر وللأمة العربية المعجم العربي المرئي الذي يعدّ أول عمل عربي سمعي بصري يظهر في زمن التكنولوجيا والرقمنة”.

وأضاف أن “اللغة العربية لغة الكون، ولغة أممية، وليست لغة العرب ولا لغة الإسلام فقط، بل هي لغة الحضارة الإنسانية أعطت للعالم أكثر ممّا أخذت”.

واعتبر أن “هذا المعجم العربي سيضع اللغة العربية في المكان الذي تفتقر إليه، وهو عالم الرقمنة والتكنولوجيا”.

وأوضحت شركة أوريدو -الداعمة للمشروع- أن “المعجم هو منصة تستخدم بشكل أساسي محتوى مرئيا وصوتيا لتوضيح معنى الكلمات، مما يسهل عملية البحث عن المصطلحات”، وتابعت أنه “يشكل أداة تعليمية حديثة وعملية مفيدة للغويين والأكاديميين والمهتمين باللغة العربية”.

 

المصدر: الجزيرة + وكالة سند + الصحافة الكويتية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى