مقالاتمقالات مختارة

أهم المشكلات المنهجية في الكتب المعتمدة في التأصيل العقدي

بقلم د. سلطان العميري

أكثر الكتب التي يعتمدها أهل السنة والجماعة المعاصرون في التأصيل العقدي لم تؤلف لتكون متونا علمية , وإنما هي في أكثرها إما رسائل أراد مؤلفوها أن يبينوا جملة من العقائد أو فتاوى مخصوصة , وهذا الحال أدخل عددا من الإشكالات في التأصيل العقدي من ذلك :

الإشكال الأول : عدم ضبط خارطة المسائل العقدية ، فلم ترسم خارطة عقيدة ظاهرة المعالم كما هي مرسومة في سائر العلوم الأخرى , فخارطة الفقه ظاهرة و وخارطة النحو ظاهرة , وكذلك سائر العلوم , أما علم العقيدة فمع وجود عدد من الخرائط إلا أنها لم تستقر على نسق ظاهر .

الإشكال الثاني : التضخم في بعض الأبواب على حساب بعض , فهناك تضخم في عدد من الأبواب بناء على أن الكتب التي ندرسها أو نعتمدها في التأصيل العقدي راعت هذه الأبواب.

الإشكال الثالث : إغفال بعض الأبواب العقدية المهمة مثل باب النبوة وحقيقة النبوة وما يتعلق بها من دلائل و وعدم أعطائها حقا من الدرس والبيان , فهذا الباب يكاد يكون مهجورا في الدروس العقدية وسبب ذلك أن كثيرا من الكتب التي نعتمدها في التقعيد العقدي لا تتطرق له إلا لمما .

الإشكال الرابع : عدم استيعاب أصول المسائل في كثير من الأبواب , فترى عددا من الأبواب لا تذكر فيها إلا قدر يسيرا من مسائله , ومن أشهر الأبواب في ذلك باب القدر , ففيه عدد من المسائل لم تسبك في نسق معين , بحيث يمكن دراستها بطريقة واضحة بينة .
الإشكال الخامس : عدم ضبط أصول الدلائل في كل باب , بحيث أن طالب العلم على مذهب اهل السنة والجماعة يتعرف على أصول الأدلة العقلية والنقلية التي لها التأثير الأقوى في بناء مسائل العقيدة .
وما يحصله طالب العلم من الدلائل يحصله من كتب متعددة , وليس من خلال المتون العلمية المتعمدة في البناء العقدي .

(المصدر: صفحة د. سلطان العميري على الفيسبوك)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى