مقالاتمقالات المنتدى

أنتم الأحرار الأبرار! يا أهل غزة!

أنتم الأحرار الأبرار! يا أهل غزة!

 

بقلم د. محمد عناية الله أسد سبحاني (خاص بالمنتدى)

 

عفواً يا أهل غزة! عفواً عفواً !!

فقد نادى سادتكم وقادتكم الباسلون المجاهدون!

نادوا حكّام المسلمين وملوكهم، ونادوا أحرار العالم جميعا مرة بعد مرة حتى يرسلوا المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة في أقرب وقت ممكن، فهُم في ضيق وضنك شديد، والموت يرقص أمامهم، ثم لا يمهلهم طويلا، ويختطفهم واحدا بعد واحد!

هم جياع عطاش منذ زمان، فليس عندهم ماء صالح للشرب، ولا طعام صالح للأكل، وفيهم آلاف وآلاف من الجرحى، من جراء قصف العدوّ المحتلّ!

فالعدوّ يقصفهم قصفا! يقصفهم بكل همجيّة ووحشيّة!

يقصف الأطفال! ويقصف النساء! ويقصف كبار السنّ!

يقصفهم بالصواريخ والقنابل تباعا متواصلا، ولايوجد عندهم علاج ولا دواء لجراحاتهم!

إن سادة المقاومة الفلسطينية، وقادة كتائب القسام أرسلوا نداءاتهم مرة بعد مرة، وقالوا نحن لا نطلب منكم السلاح ولا الجنود، ولا نطلب منكم أن تواجهوا عدوّنا، وتنزلوا معنا في الميدان، وإنما نطلب منكم ما لا يكلّفكم، ولايخسّركم شيئا!

إنما نطلب منكم الماء والغذاء لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا، الذين يموتون جوعا وعطشا!

ونطلب منكم العلاج لجرحانا، فجراحاتهم عميقة خطِرة، وهم في معاناة شديدة من جراحاتهم!

أرسلت هذه الصيحات من مختلف الجهات، وأرسلت مرّات ومرّات!

ولكنها كانت صيحة في واد! ونفخا في رماد!

إن قادتكم وسادتكم يا أهل غزّة! يا عنوان المجد والكرامة!

نادوا أحرار العالم، ولكن أين الأحرار في العالم؟

أين الأحرار في الوقت الحاضر حتى يلبوا نداءهم، ويمسحوا دموعهم، ويشاطروهم أحزانهم، ويقدّموا لهم مايخفف أوجاعهم، ويدخل البهجة في نفوسهم!

إن الأحرار لايولدون في جوّ الكفر والشرك والطغيان!

إن الأحرار لا يولدون في الخفض والدعة والغفلة عن الديّان!

وإنما يولدون في جوّ يسوده الإيمان بالله واليوم الآخر!

ويولدون في جوّ يلوّنه الحبّ في الله والبغض في الله!

فأنتم الأحرار الأبرار يا أهل غزّة! حيث لا تبالون بالشدائد والمحن، ولا تعبؤون بالدبابات والرشّاشات ! ولا تخافون ولا ترتعدون بالصواريخ والقنابل!

فلله درّكم! ولله درّ أطفالكم ونسائكم! ولله درّآبائكم وأمهاتكم!

فدت نفسي وما ملكت يميني فوارس صدقوا فيهم ظنـــــــــــــــــــوني

فوارس ‌لا ‌يملّون ‌المنايــــــــــــــــــــــا … إذا دارت رحى الحرب الزبون

وأما الذين يتقلبون ويمرحون في قصور منيفة وأبراج مشيدة، ويعيشون في الترف والنعيم، ويرتجفون من الموت والهزيمة،ويستعذبون الخضوع والاستكانة لأعداء الله، ويركعون لهم ويركعون، فليسوا من الأحرار!

هم ليسوا من الأحرار، وإن كانوا من أصحاب العروش والتيجان!

وإنما هم من العبيد، وأنى للعبيد أن يتحركوا إلا بإذن سادتهم وكبرائهم!

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون!

فليس لهم إلا خزي وعذاب! وليس لهم إلا خسار وبوار!

              ***                           ***

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى